فيكتب الأب اسمه كطرف أول ويكتب اسم الطفل كطرف ثان، وبعدها يكتب موضوع الاتفاق مثل أن يلتزم الطفل باللعب بالألعاب الإلكترونية نصف ساعة يوميا، ثم يكتب بعدها الامتياز الذي سيحصل عليه الطفل لو التزم بهذا الاتفاق، مثل أن يضاف ساعة للألعاب كل أسبوع في حالة التزامه أو يكتب العقوبة في حالة لو لم يلتزم (بالعقد السلوكي)، ونفضل أن يشارك الطرفان في كتابة الاتفاق، وجميل لو تم تخصيص ملف بالأسرة تجمع فيه الاتفاقات مع الأبناء، أعرف أسرة كلما عملت اتفاقا تعلقه على الحائط في غرفة الطفل،
ومدة الاتفاق يعتمد على عمر الطفل، فكلما كان العمر صغيرا كان وقت الاتفاق قليلا، وكلما كبر الطفل نزيد في عدد أيام الاتفاق حتى يكون بالغا، وممكن أن يستمر الاتفاق لشهر أو شهرين على حسب نوعية السلوك وعمر الطفل، ولو نجح الآباء بتطبيق فكرة (العقد السلوكي) والاتفاق التربوي بينهم وبين الأبناء فإن هذا يعلم الأبناء عدة مهارات، منها الوضوح والصراحة والتعبير عن احتياجاتهم، بالإضافة إلى الوصول لاتفاق وتراض بين الطرفين عند الخلاف من غير صراخ أو عنف، فيتعلمون فن المفاوضات وتحديد المسؤوليات والالتزام وأهمية الكلمة وتحمل مسؤوليتها.
وهذا الذي نذكره كوسيلة تربوية ذكرت في السيرة النبوية، فقد قال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - للصحابة الكرام - رضي الله عنهم -: "إياكم والجلوس في الطرقات"، ولكن الصحابة تحاوروا مع الرسول الكريم وقالوا له "ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها"، ونلاحظ هنا أنهم عبروا عن احتياجهم للجلوس في الطرقات لأنها مكان اجتماعهم وحديثهم اليومي، فلما سمع رسول الله حاجتهم وتفهم ضرورة طلبهم وافق على مقترحهم مع وضع بعض الشروط وهو ما نسميه (بالعقد السلوكي)، فقال عليه السلام "فإن أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه" قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال "غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
جرب فكرة (العقد السلوكي) مع ابنك ستجد نتائجه جميلة وأسلوب تربيتك لابنك راقية، وحتى ينجح الاتفاق اجعل ابنك يشارك معك فيه ويعبر عن رأيه بالبنود، وأهم صفة في المربي أن يكون حازما أثناء تطبيق (العقد السلوكي) ولا يعطي فرصا كثيرة في حالة مخالفة البنود حتى لا يفقد العقد قيمته وقوته، ولا مانع من التعديل على (العقد السلوكي) بين فترة وأخرى.
drjasem @