والأجهزة الذكية بمختلف أنواعها مثل الجليس الصالح والجليس السوء فمعظمها أضحى كمراكز لصباحات ومساءات كل كسول أو كاشفة لبعض العقول التي تمطر جهازك بسيل من المواعظ والإرشادات والفتاوى والتوجيهات المعروفة والمكررة التي تأتيك من كل فج عميق قد يظهر فيها التصنع أو تغيب عنها الحقيقة حسب الثقافة الافتراضية.
والقروبات التي شاعت بهذه التسمية قد تكون للعربية أقرب كما يقولون نتيجة تقارب مجموعات من الأسماء والألقاب بداخل غرفة عمليات يسعى كل أحد ليثبت لك صدق مقولته أو يبرهن على مدى حجته مع فارق التوقيت لمعظم أولئك الذين دخلوا غرف التنويم المغناطيسي في السنابات!.
صحيح إن لوسائل التواصل إيجابيات استفاد منها أصحاب التعليم والشركات وأقطاب الأخبار والاكتشافات وغيرهم وبالذات إذا سلموا من مخاطر الاحتيال والسرقات وسلمنا من إضاعة الأوقات.
وحتى لا أقع تحت سهام بعض العقول المسيئة للظن والتي لا يدخل في حساباتها النية الحسنة مهما حاولت التوضيح باستثناء العاقل الأصيل الذي يكون كالشجرة السامقة إن غيرت أوراقها فإنها لا تغير جذورها.
والحقيقة فإن من الصعب التوغل في مثل هذا الموضوع لكيلا يكون أقرب الناس إليك هم أبعدهم عنك ولكن:
- ليس ذنبي إذا كانت قلوبنا لينة بيضاء وقلوب الآخرين صحراء جرداء.
- وليس ذنبي إذا كنت أسعى لتصفية الماء العكر وغيري ينثر الملح على الجرح.
- وليس ذنبي إذا كنت أكتب في عصر الطاقة وغيري ما زال في عصر الناقة.
- وليس ذنبي إذا لم تفهم أن هناك كتبا ودوواين تنفق على أصحابها وغيرهم العكس بالعكس.
- وليس ذنبي إذا كنت أرى أني أقدم لكم الطعام اللذيذ وغيري يضعه في إناء النبيذ.
- وليس ذنبي إذا عشت أحارب المرض وغيري يحارب المريض.
- وليس ذنبي أو ذنبك إذا كانت بصيرتي ترى البعض أجساما بلا أرواح وغيرنا يرى أن تاج القيصر يحميه من الصداع!.
السطر الأخير:
علمتني الحياة أن أبكي وحيدا حتى لا يراني أحدـ وأن ابتسم كثيرا عندما يراني الجميع.
yan1433 @