بداية، قال عميد شؤون المكتبات بجامعة الملك عبدالعزيز د. نبيل قمصاني، إن هذا القرار جاء في وقته، فالمكتبات العامة كانت تحتاج إلى تطوير يواكب التقنيات الحديثة في مجال المكتبات والمعلومات، وبشكل يوازي المكانة التي وصلت إليها المكتبات الأكاديمية، خصوصا لو عرفنا أن المكتبات تخدم كافة شرائح وفئات المجتمع، على العكس من أنواع المكتبات الأخرى التي تكون موجهة إلى فئات محددة، وحتى يكون العمل موضوعيا ومهنيا، فلا بد من إعادة النظر حول أهداف ووظائف المكتبات، ورسم أهداف تتوافق مع رؤية المملكة ٢٠٣٠، وتحديدا فيما يتعلق بالتحول الرقمي، وكذلك اقتصاد المعرفة.
وأضاف: «المعلومة لم تعد كما كانت في السابق تقدم مجانا، على العكس أصبحت صناعة، وبالتالي يمكن استثمارها والاستفادة منها كقنوات استثمارية تدر الربح على هذه المكتبات، وحتى تحقق المكتبات وتعكس أهداف الرؤية بشكل مميز، فلا بد من توفير موارد بشرية مؤهلة تديرها بشكل متطور ومتسارع، وكذلك تحتاج إلى موارد مالية وتجهيزات تقنية تؤطر الخطط الموضوعية.
منصة ثقافية
وأكد مدير مركز الفهرس العربي الموحد د. صالح المسند، أهمية الاستجابة لمتطلبات المجتمع وتحقيق احتياجاتهم، قائلا: أتى قرار سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله آل فرحان بتأسيس الهيئة العامة للمكتبات، وإطلاق مبادرة تطوير المكتبات العامة مواكبا للتطور الذي تشهده المملكة، وتعد المكتبة العامة المؤسسة الثقافية الأهم والأبرز التي ستكون منصة ثقافية بمفهوم ثقافي واجتماعي وتعليمي شامل وحديث، تلتقي فيه جميع عناصر الإبداع الثقافي والمعرفي والفني كافة، ويجد فيه الأفراد من مختلف شرائح المجتمع ما يمنحهم الثقافة والمعرفة والمشاركة والتفاعل في تجربة ثقافية متكاملة ترتقي بجودة حياتهم، وتجعلهم مواطنين يعملون على الرقي بمجتمعهم، ويتعرفون على الثقافات العالمية من خلال جميع أشكال الوسائط المعرفية والثقافية.
مرحلة جديدة
وقال أستاذ علم المعلومات المشارك بجامعة الملك سعود د. سعد الزهري: اليوم نحن على أعتاب مرحلة جديدة بعد تولي وزارة الثقافة شؤون المكتبات العامة، وبخاصة بعد العمل الجاد الذي ظهرت بوادره في صدور تقرير «الحالة الثقافية»، وفي ظهور مرتكزات تقرير المستقبل من خلال إصدار «مبادرة تطوير المكتبات العامة»، ومستبشرون بإذن الله بأنها ستنطلق إلى مرحلة مختلفة، بالنظر لأدوار المكتبات العامة في المجتمعات الغربية، ومحاولة الاستفادة من تجاربهم، ولقد نشرت ورقة عن أدوار المكتبات العامة السعودية من وجهة نظر القيمين عليها، وفيها تجلت خبرات من أرض الواقع، وآمل كذلك الاستنارة بما ضمت الدراسة التي تقصت رؤى مديري المكتبات العامة.
تحفيز الشباب
فيما طالب القاص عبدالرحمن السلطان بتطوير المكتبات العامة وقال: تسعدنا مبادرات وزارة الثقافة المتتالية، وهذه المبادرة تعتمد على تحويل المكتبات العامة إلى مركز ثقافي متكامل، يحتوي على منصات لأنماط ثقافية متعددة، ومن المهم أن يتم تطوير المكتبات العامة حاليا وليس إنشاء مكتبات جديدة وتجاهل السابقة، بإشراف هيئة المكتبات، مع ضرورة التركيز على أوعية المعلومات الرقمية لجذب جيل الشباب، ويواكب ذلك مبادرة من الوزارة لرقمنة الإنتاج الأدبي والفني السعودي ومختارات من عيون الأدب والفنون العربية والعالمية، أيضا تحويلها إلى مركز جذب للشباب عبر توفير شبكة الإنترنت مجانا لأعضاء المكتبة، أو منح ميزة الاستفادة من مرافقها للمناسبات الخاصة، ونحو ذلك من الخدمات التي تجعل الشباب يقترب أكثر من المكتبة، ويعتبرها جزءا من أسلوب حياته.
جودة الخدمات
وأشار الشاعر خالد الكديسي إلى أن المبادرة ستكون نقلة نوعية للمكتبات العامة في نشر الثقافة من خلال الاهتمام بالبنى التحتية للمكتبات، واستحداث نظام متكامل لإدارتها، إضافة إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة، سواء التقليدية من خلال تطويرها بما يتواكب مع العصر الحديث، أو من خلال الخدمات الحديثة في البيئة الرقمية، وهو قرار يصب في مصلحة الثقافة والمثقفين وبناء علاقة بين المكتبات ومحبي القراءة، فنرى الكتاب متوافرا في كل مكان يوجد به الناس تشجيعا للقراءة والاطلاع، وأن يتم اختيار الكتب المناسبة بما يتوافق مع أعمارهم ومستواهم الفكري والعقلي، ويكون للطفل حظ وافر من هذه الكتب لتنشأ علاقة بينهم وبين الكتاب.