جنون أردوغان
وقال الباحث في الشؤون الليبية محمد فتحي الشريف لـ «اليوم»: تصريحات وزير الخارجية التركي المتكررة على مدار الـ 48 ساعة بخصوص الإصرار على اقتحام «سرت والجفرة» هي رد فعل على بيان القوات المسلحة الليبية التي وضعت شروطا لإعادة فتح الموانئ والحقول النفطية أهمها وضع آلية شفافة وبضمانات دولية لضمان عدم ذهاب عوائد النفط لدعم الميليشيات الإرهابية والمرتزقة.
لافتا إلى أن شرط فتح حساب خاص في إحدى الدول تودع فيه عوائد النفط مع آلية واضحة للتوزيع العادل لهذه العوائد على كل الشعب الليبي وكافة الأقاليم، ضربة لأنقرة التي كانت تنتظر نهب عوائد النفط بمساعدة رئيس الوفاق فايز السراج.
وأشار الشريف إلى أن شرط القوات المسلحة الليبية، بمراجعة حسابات مصرف ليبيا المركزي سيعرض السراج وكافة مسؤولي حكومة الوفاق للمساءلة إذ تكشف تقارير عدة أن رئيس الوفاق أرسل مليارات الدولارات للخزينة التركية ما تسبب في إهدار عوائد النفط وإنفاقها على السلاح وجلب المرتزقة من أجل حماية منصبه، مؤكدا أن أردوغان أصيب بالجنون بعد شروط القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية إذ كان يحلم بالسيطرة على النفط بسهولة عن طريق العملاء في ميليشيات الوفاق لذا صعد من لهجته بشأن اقتحام «سرت».
نقل المرتزقة
يأتي هذا فيما يواصل نظام الرئيس التركي أردوغان الدفع بالمرتزقة إلى ليبيا إذ هبطت طائرتان في مطار مصراتة «الأحد» قادمتين من تركيا، وعلى متنهما 356 مرتزقا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس إن أردوغان يتحدى التحذيرات الدولية وينقل حاليا إلى ليبيا مرتزقة من جنسيات أخرى غير السورية، مشيرا إلى أن الرئيس التركي أبلغ المرتزقة بأنهم سيخوضون معركة مهمة في «سرت».
احتكار الاقتصاد
بدورها، أصدرت وزارة الخارجية بالحكومة الليبية المؤقتة بيانا حول ما نشرته سفارة الولايات المتحدة في طرابلس بشأن خوفها وانزعاجها من التدخل الأجنبي في الاقتصاد الليبي.
وقالت الوزارة في بيان أمس الإثنين: إنها تأسف لاحتكار حكومة السراج للاقتصاد الوطني ومدخرات الليبيين في مصرف ليبيا المركزي بطرابلس التي استخدمت لجلب المرتزقة الإرهابيين الأجانب من سوريا وبواسطه الحكومة التركية وأمام مرأى ومسمع من العالم أجمع في تحد صارخ للشرعية الدولية وانتهاك للقانون الدولي.
ودعت الوزارة، سفارة الولايات المتحدة للعمل مع مختلف الأطراف الليبية وخاصة القوات المسلحة الليبية التي تستمد شرعيتها من الشعب الليبي ومن مجلس النواب المنتخب والذي أعطى الشرعية للقوات المسلحة لمحاربة الإرهابيين في كل المدن الليبية.
وأكدت أن الجيش الليبي لا يحارب الليبيين بل يدعو للسلام وينبذ لغة البندقية والسلاح ومعركته ضد الإرهاب والإرهابيين فقط.