وقد لمسنا جميعا هذا التحول الإلكتروني في الخدمات التي قدمت لنا كمواطنين ومقيمين على هذه الأرض المباركة، حيث تيسرت لنا خدمات كثيرة كانت في يوم من الأيام حلما يصعب إنجازه إلا بشق الأنفس.
والآن يعتبر تقديم الخدمات بطريقة إلكترونية ليس رفاهية وإنما ضرورة يفرضها واقع الحال.
وتوجه الدولة -أعزها الله- في تحفيز الجهات الحكومية للتحول لتقديم خدماتها بشكل إلكتروني هو توجه سليم حيث إن إيمان القائد بالتحول الإلكتروني هو أمر مهم في هذا التحول، فلا عذر لمسؤول الآن، فالتقنية متوافرة والبنية التحتية الإلكترونية جاهزة، والحكومة دورها واضح في السنوات الأخيرة، وهي تدعم هذا النهج في تقديم خدمات عالية المستوى للمستفيدين.
وقد ساعد هذا التحول الإلكتروني في التعامل مع الأزمات وتسهيل تقديم كثير من الجهات الحكومية والشركات لخدماتها بشكل ميسر للمستفيدين.
وبقي أن يؤمن قادة الجهات التي لم تلحق بالركب، بأهمية التحول الإلكتروني بحيث يقدمون جميع خدماتهم بشكل إلكتروني شبيه بمنصة أبشر، تسهل للمستفيدين إنجاز أعمالهم وتقلل الجهد والوقت وتوفر كثيرا من التكاليف وتحقق رضا عاليا لهم.
والتحول للتقنية لم يعد خيارا لمقدمي الخدمات فقط، وإنما هو أيضا أمر ضروري جدا لممارسي العمل الإعلامي والاتصالي في الجهات الحكومية والشركات، فكما وضعت الصحف الورقية لها منصات إلكترونية شاملة سهلت على متابعيها تصفحها والاطلاع عليها في أي زمان ومكان، فيجب برأيي أن يتحول موظفو العلاقات العامة والإعلام إلى إخراج أعمالهم بشكل إلكتروني لتنتشر أكثر وتنخفض عليهم تكاليف الطباعة المتكررة وتحقق لهم إنجازا عاليا بأقل التكاليف.
وتجربتنا في إدارة الاتصال والإعلام بالهيئة الملكية بالجبيل نموذج متاح للاطلاع على كيفية تحويل أعمالنا إلى التقنية وتقديمها بشكل إلكتروني للمستفيدين من هذه الأعمال أو حتى لتسهيل أعمالنا كعاملين في هذا المجال.
بل إننا الآن كلما استجدت خدمة أو منتج إعلامي جديد أصبحنا نفكر تلقائيا في كيفية إخراجها بشكل إلكتروني لما لمسناه من فوائد كثيرة في هذا التحول.
بل إن هذا التحول ساعدنا في تخفيض التكاليف المادية والمعنوية لكثير من أعمالنا وفر لنا وقتا للتفكير في أعمال وإنجازات أخرى.
dhfeeri@