فقد تغيّرت كل قوانين أنحاء العالم، ووُضعت قوانين جديدة توقّف الجميع عن العمل أُغلقت المطارات توقّف كل شيء...
في شهر مارس وعندما تم توقف الطيران في تاريخ ٢٣ مارس، كنّا نقول «شدة وتزول» «سوف ينتهي قريبًا» كنّا ننام مطمئنين رغم علمنا بأن الوباء اقتحم العالم أجمع. عندما توقّفت المطارات وهذا ما لم يكن بالحسبان!
مهلًا هل هذا الفيروس خطير هل هو حقيقي؟
الكثير والكثير من التساؤلات..
توقّف الكثير عن العمل والبعض خسروا وظائفهم، وأبطال الصحة والأبطال الأمنيون ما زالوا في مواجهة الضغط.
يومًا بعد يوم يتم طرح الأسئلة الكثيرة في أذهاننا ونخشى بأن الوباء يجتاحنا أكثر فأكثر..
لا نعرف مصيرنا ولا نعرف هل سنعود لطبيعتنا أم لا؟
وأخيرًا عاد الطيران في ١ يونيو
كنت الأشد حماسًا على ما أعتقد...
ولكن واجهني واقع فيروس كورونا بأن كل شيء لم يعد مثلما كان..
لم نعُد نرى الابتسامات ولا الأحضان ولا المصافحات
ولا عفوية اللقاءات.
أنا لا أعلم ما الذي سيحدث غدًا ولا أعلم هل سيستمر الوباء باقتحامنا أكثر أم سينتهي وسيتركنا نعيش بسلام..
لم نستوعب إلا عندما أحاط بِنَا وتواجد في بيوتنا وباعَدنا عن بعضنا..
يومًا بعد يوم نفقه أنه أكبر من أن ينتهي بهذه السرعة!
وعندها قد تم الإعلان بعودة الحياة الطبيعية إلى حالها فرِحنا وصرَخنا وعدنا بحذرٍ تام..
الأم ستلتقي بأبنائها.. الأصدقاء والأحباب سيتقابلون ولكن بحذر!
مهلًا لم تكن حياة طبيعية بل مآساة تضرب العالم أجمع، فقد استولى واستوطن الخوف فينا بلمس الأشياء بعفوية التصرفات بخروجنا ونزهاتنا ومتطلباتنا،
ابتعد الأصدقاء بسبب حالة مؤكدة، تم فقد الكثير من الآباء والأمهات بسبب الابن أو الابنة عن طريق الخطأ..
يومًا بعد يوم قصص جديدة وأحداث جديدة ودراسات جديدة وأعراض جديدة..
يوم يُقال بأنه خطير ويوم يُقال بحسب المناعة والرعب ما زال مستمرًا..
لقد تغيّرت القوانين تغيّرت الأشياء من حولنا حتّى نحن تغيرنا..
مضى حوالي ٧ أشهر من الرعب والقلق وخسران الكثير من الناس لوظائفهم وأحبابهم..
هل ما يحدُث حقيقة أم حلم؟ هل يُمكننا التعايش حقًا مع المرض لفترة أطول؟ أشعر باختناق الأنفس من القلق..
في كل يومٍ نصحو على أمل جديد بأن الحياة الطبيعية «الحقيقية» تعود بلا خوف بلا رعب بلا قلق بلا تأنيب الضمير عند المصافحة..
ولكن أؤمن بأن لا شيء يحدُث صدفة وأن كل شيء مقدّر لسبب
ورؤية العالم بهذا المنظر حزين جدًا..
التزموا بنظام أكل صحي، التزموا بممارسة الرياضة لتقوية المناعة والذاكرة وصحة نفسية أفضل..
مارسوا التأمل اعملوا الخير وكونوا مثمرين طوّروا قدراتكم عاملوا الناس بإحسان، برّوا بوالديكم، اعطفوا على اخوتكم، حبّوا الخير للناس توازنوا في نمط حياتكم، سامحوا أنفسكم والآخرين، تقبّلوا ذواتكم والآخرين، تخلّصوا من الكراهية والأذى في محيطكم، ابدأوا بذواتكم كونوا لُطفاء ورحيمين مع بعضكم نحن لا ندري ماذا سيحدُث غدًا.
لا تنتظروا فُقدان أحبتكم لتستوعبوا! لا تنتظروا فُقدان أعماركم ثم تتحسّروا، لا تنتظروا المرض لتستوعبوا معنى الصحة، لا تنتظروا دمارالأرض.. دعونا نثمر هذه الأرض بالحُب والسلام فهذه فرصة للبشرية أجمّع للبدء من جديد بنمط حياة صحي وسليم ومليء بالمحبة.
[email protected]