ومن هنا نستطيع أن نتعلم الكثير من الطفل بعد استخراج المحتوى السليم الذي فطر عليه وإعادة هيكلته وتنظيمه على شكل مناهج تتناسب مع متطلبات العصر. فالطفل الحالي يحمل الكثير من الإشارات المستقبلية لطفل المستقبل. وبالتركيز على الناحية التربوية، نستطيع أن نكثف جهودنا على الطفل لنستخلص منه احتياجاته التي تعينه في الحفاظ على هويته وقيمه وفطرته السليمة. وأيضا، الحفاظ على ثقافته وثقافة مجتمعه ووطنه ومجد أجداده لكي لا يتم تدنيس مقدساته الفكرية والعاطفية بأي شكل من الأشكال.
فالثورة العلمية المستقبلية قد تقضي على بعض القيم التربوية التي نحاول غرسها بطرق غير مدروسة في أطفالنا بسبب انشغالنا في أمورنا العملية واعتمادنا على المصادر الخارجية. والبعض منا لا يزال قلقا من المستقبل التربوي لأطفاله، بناء على بعض المواقف والأحداث غير التربوية الحاصلة في هذا الزمن. وكتربويين فمن واجبنا أن نعيد صياغة المنظومة التربوية من الطفل التي يحتاجها الطفل مستقبلا لنحافظ على الهوية التي خلقنا الله بها وعليها.
وأخيرا، ففي رحلة استكشاف العلوم من المحيط التي يعيشها الإنسان فإنه ولابد أن يستكشف ذاته قبل كل شيء. والطفل هو المعلم الأول الذي يتم من خلاله استخراج المحتوى المنهجي الذي يربي قبل أن يعلم. ونحن في هذا الوطن المبارك فإننا ما زلنا نجتهد في غرس القيم والفضائل التربوية في أطفالنا، ولكن لا نستطيع أن ننكر الحروب الفكرية والعاطفية التي يتعرض لها أطفالنا، لذلك فإن الوعي بما يحتاجه أطفالنا سيساعدنا على صد الحروب بالدروع المناسبة بالتوكل على الله تعالى ثم العزم فهذا سيجعل مستقبل أطفالنا بإذن الله عامرا بالخير وشاغرا من الشر.
FofKEDL@