ويقضي الاتفاق الذي نشرت صحيفة نيويورك تايمز تفاصيله بأنه من الممكن أن تتلقى إيران حوالي 400 مليار دولار كاستثمارات صينية خلال الخمسة وعشرين عاما المقبلة. كما يشمل الاتفاق الذي يقول أحد كبار مساعدي الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه يتعين توقيعه في شهر مارس المقبل، تعاونا عسكريا أوثق بين الدولتين، ويشمل الاتفاق أيضا تطوير الأسلحة، إلى جانب التدريب وتبادل المعلومات الاستخباراتية من أجل خوض «المعركة غير المتوازنة مع الإرهاب، وتهريب المخدرات والبشر، والجرائم عبر الحدود».
ويضيف كوفلين إنه كجزء من العهد الجديد للتعاون بين طهران وبكين، أثار مسؤولو الأمن الغربيون المخاوف من إمكانية أن يؤدي هذا إلى أن تشكل الدولتان تحالفا لتعزيز تواجدهما في المحيط الهندي، وبالتالي يتحديان هيمنة أمريكا القائمة منذ وقت طويل في منطقة الخليج المجاورة.
وقال الأدميرال علي رضا تنجسيري، قائد القوات البحرية في الحرس الثوري وهو يعلن عن اعتزام إيران بناء قاعدة عسكرية جديدة في المحيط الهندي: إنه سوف يتم استخدام القاعدة لحماية سفن الصيد والسفن التجارية من القرصنة ومن «السفن الأجنبية»، في إشارة إلى القوة البحرية الخاصة متعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تقوم حاليا بحماية سفن الخليج من التدخل الإيراني.
ولم تقدم إيران حتى الآن أي دليل على المكان، الذي تعتزم أن تبني فيه القاعدة الجديدة. وفي الوقت الحالي يعتبر ميناء شاباهار في خليج عُمان، الذي يستخدم بين أنشطة أخرى لنقل البضائع إلى أفغانستان، هو أقرب قاعدة للمحيط الهندي تمتلكها إيران.
وكجزء من الاتفاق الذي يتم التفاوض بشأنه مع بكين، سوف يسمح لبكين بالوصول إلى عدد من الموانئ الإيرانية، بما في ذلك ميناء شاباهار، حيث تردد أن الصينيين يخططون لبناء قاعدة عسكرية جديدة قرب الميناء.
وبناء مثل هذه القاعدة سوف يمكن البحرية الصينية من مراقبة أنشطة البحرية الأمريكية في المنطقة، خاصة الأسطول الخامس في الخليج الموجود بصفة دائمة لحماية مرور السفن غبر مضيق هورمز، وهو من أهم الممرات المائية الاقتصادية في العالم.
وسوف يكون لأي توسع في النشاط العسكري الإيراني والصيني في المنطقة تأثير أيضا على القاعدة، التي تديرها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بصورة مشتركة في جزيرة دييجو جارسيا، وهي من أهم الأصول العسكرية للبنتاجون في المنطقة.
وفي مطلع هذا العام، أرسلت واشنطن أسطولا من قاذفات بي 52 إلى دييجو جارسيا بعد الزيادة الكبيرة للغاية في التوترات مع طهران في أعقاب اغتيال قاسم سليمانى، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني.
ومن المؤكد أن احتمال تواجد تحالف عسكري إيراني- صيني جديد فى المحيط الهندي يعتبر تطورا سينظر إليه بمنتهى الجدية من جانب المؤسسة العسكرية الأمريكية، التي تشعر بالقلق بالفعل إزاء محاولات إيران نشر نفوذها في أنحاء المنطقة.
وحذر الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، في حوار جرى مؤخرا معه من أن إيران تمثل أكبر خطر بالنسبة لأمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها.
وأضاف ماكنزى: إن «إيران تؤجج عدم الاستقرار ومصممة على إضعاف الأمن في جميع أنحاء المنطقة. فهي تستخدم العنف ومَنْ يعملون بالوكالة لصالحها في جميع أنحاء المنطقة للدفع بدول أخرى إلى أجندتها».