فتعتبر نفسك قد تعرضت للخيانة بعد أن كنت لهم رمزا للصيانة.
كم من واحد منا عاش هذا السيناريو على الأقل مرة أو مرتين في حياته... تختلط ظروفنا ببعضها البعض ويسكن الملل علاقاتنا، فتغدو كالمأكولات المعلبة، تفي بأغراضنا المؤقتة وحاجاتنا اللحظية فقط.
لا ندري كيف أو لماذا؟
نعيش في سخط واحتدام، تتوغر صدورنا، نلوم الآخر بحجة تغيره المفاجئ ونعيش أدوار الضحايا اليائسين عند عتبة الزمان، الذي في نظرنا قهرنا نحن فقط واستثناه هو،
هنا يمكن أن نستخلص يا عزيزي القارئ بأن الأمر يقدم إشكالية عظمى ولأي ذات مستقلة وواعية تطمح في عيش حياة مستقرة يحضر فيها الآخر كعنصر يساعدها في إطار تشاركي محض على العيش في سلام وهدنة.
يقودنا الحديث هنا إلى عنصر ضروري يساعد الإنسان إلى الوصول لهذا الهدف السامي، الذي أحيانا يشكل عند البعض مهمة صعبة الإنجاز وهو ما يسمى «كارما العلاقات». ويعتبر كضرورة ملحة يجب علينا إدراكها والوعي بها لجعل علاقاتنا في خدمة أهدافنا.
مما لا شك فيه هو عدم وعيي بالهدف أو جهلي بطرق التعامل الصحيح يرمي بي إلى الصعوبات والآلام والمعاناة.
ما رأيك في لو أنك تعاني الآن من ناحية ما في حياتك الحاضرة، فالأمر يعود لتعاملك الخاطئ مع أحدهم، وهي كارما لا تنتهي، فستظل تجني من نفس السمات، التي عاشها ذلك الشخص ويعيشها في حياته، ولن تتوقف إلا إذا ضغطت على زر النهاية بنفسك!
إن مكابدة ومقاساة أي شخص بسببك ستعود إليك لا محالة!
يحضر عنصر آخر وهو لا يقل أهمية عن الأول: تواقعاتنا من الآخرين!
كثير مَنْ ينتظر كل شيء من الآخر، ينتظر منه أن يسعده، وأن يضحي من أجله، وأن يقبل به وبتقبل ميزانيته، وأن يضحي براحته النفسية من أجله.
وفي الحقيقة لا أحد سيقوم بذلك -ما عدا أمه- وإلا فالعلاقات كلها مبنية على مصالح متبادلة وعطاء متبادل، معنويا كان أو ماديا على أساس الاحترام وتقدير الآخر!
من أسباب هذا العجز هو تعاملنا مع الآخر على أساس ما أردنا أن يكون عليه... على أساس لهفة البدايات... ووهم مصطنع مصدره أنانيتنا المطلقة.
نبحث عن رؤية ما نريد نحن! حتى لو أخطأنا نصر على أن نكون على حق مهما كلفنا الأمر.
ولهذا نتجاوز حقيقة ما عليه هو من الأصل، وكيف يرى نفسه وما طموحاته من خلال علاقته بك.
أما في الأخير، فيمكننا أن نستنتج بأن نجاح العلاقات رهين بتواصل الطرفين وتعاملهما في تحرك ونمو وعمل مشترك حتى إذا كان هناك تناغم أو صراع، فرح أو حزن، فهي مسألة ثانوية، لأنه عند وعي كل شخص بضرورة تحسين نواياه والرقي بتصرفاته ووعيه بانفراده وانفراد غيره كإنسان له حاجاته والتزاماته الخاصة وحدود يتصرف معك على أساسها، سيتفادى الصدمة والمعاناة وسيعيش علاقات في ربيع دائم شبابه، تساعده على بلوغ أهدافه والتقرب من الجانب الخفي لذاته.
alharby0111@