قد يصفها بعض الناس سذاجة، وربما يراها البعض افتقارا إلى الحنكة، ولكنها ليست هذه ولا تلك، بل هي دلالة على براءة جنانك وصفائها، ولأنك كنت تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك، وتنظر إليهم بمنظار الخير فتجزم بأنهم أصحاب قلوب نقية، ولكن عند اكتشاف الحقيقة ستدرك أنها صدمة لا تطاق.
ومن مواجع النفس تعلقك بمن لا يستحقك، وربما هذا يقودنا لجلد ذواتنا لعدم اقتناعاتنا بمثل هذه التصرفات التي تجافي الحقيقة، حينما تسقط الأقنعة، وتتعرى الوجوه البعيدة عن أي قيم ومبادئ فتصبح بينها حينئذ كالمسافر الذي بعدما انتصف الطريق أخذ يبحث عن بوصلة مفقودة، فلم يستطع العودة ولا مواصلة المسير.
لا تكن شراعا تدفعه رياح الحسرة والندم، بل حاول أن تكون ريحا تهزم جميع الأشرعة، ولا تنتظر السعادة حتى تبتسم لك، ولكن ابتسم حتى تكون سعيدا، وانسج من الفأل بيتا يتفيأ به جسدك، واستمتع برحلة حياتك.
ابحث عن الصادقين أصحاب المعادن الأصيلة، فهم وحدهم الذين يشدون من أزر المحتاج، فستجدهم إذا استدعى الأمر في كل وسيلة من وسائل العيش يساندون بكل ما يتحقق به غرض معين، وستزورك أحلامك الباسرة مستبشرة باسمة.
ومثل هؤلاء تضيء بضيائهم وتنهض بنهوضهم، فتمسك بهم لأنهم هم الثروة الكبيرة التي تجعلك مطمئنا في مسيرة حياتك، وثق بأن ثروة الإنسان صفاته الحميدة الدائمة لا ممتلكاته الزائلة، وروعته ليست بما يملك، بل بما يعطي. فلنعط الحب والوفاء والابتسامة بمشاعر صادقة.
وما أجمل أن نعيش بين الأوفياء والطيبين وعطر الأخلاق فواح في حلنا وترحالنا، وسلام على الذين لا تبدلهم مصالح ولا تفرقهم طرق.
فقط عزز نظرتك بالتفاؤل، وعش أجواء السرور، فالتفاؤل نحن الذين نصنعه، وليس حلما ربما يأتي أو قد لا يأتي.
فأصحاب الخبرة بالحياة عرفوا أن الإنسان لا يستطيع التحكم بما يجري خارجه، ولكنه يستطيع أن يتحكم بما يدور داخل ذاته.
السعادة الحقيقية تأتي من داخل ذواتنا وتشرق لتضيء صفحات بيضاء نخط عليها سطور حياتنا بلا هفوات ولا كبوات لتصبح الحياة رحلة جميلة، وكل ما عليك فعله أن تعيش كل لحظة فيها.
أنا وأنت وهو وهي عندما تعطينا الظروف سببا لكي نيأس، فمن باب أولى أن نعطيها ألف سبب للثقة والبقاء على الاستمرارية. ولا نزرع السعادة في أرض يمكن جفافها، ولا نجعلها معتمدة على وجود شيء من الممكن فقدانه.
[email protected]