يحكى في العصور السالفة أن إحدى القبائل قامت بتخطيط وتجهيز جيش لغزو ونهب وسلب قبيلة أخرى، فجهزوا جيشهم بالعتاد وانطلق ذلك الجيش يقطع الأودية والسهول. عندما وصل الجيش على مشارف منطقة القبيلة الأخرى وجدوا رجلا كبير السن ومعه غلام كانا يحتطبان فأمسكوا بالرجل العجوز وطلبوا منه أن يدلهم على مداخل ومخارج بلاده وتجمعات العسكر، عندها طلب منهم الابتعاد قليلاً عن الشاب وقال لهم «مستعد أن أخبركم بكل المعلومات والأسرار، ولكن أنا أخاف على نفسي من هذا الغلام أن يشي بي، عندها أعدم من قيادتي لذلك أطلب قتله حتى أنجو بنفسي»، وفعلاً أعدموا الغلام وعادوا إليه لتحقيق مطلبهم، فقال لهم «الآن أنا مطمئن على بلادي بعد قتل هذا الغلام». فسألوه لماذا؟ فأجاب إن الذي قتلتموه هو ابني، وخفت أن يضعف في لحظة ما ويخبركم بأسرار بلادي، عندها تجهزون علينا ويباد الحرث والنسل، فقرروا الانسحاب والعودة من حيث أتوا بعدما رأوا تضحية هذا العجوز بابنه دفاعا عن وطنه ولاحقاً سيقدم نفسه قربانا. قال قائد الجيش إذا علينا الفرار والعودة من حيث أتينا، شعب هكذا محال غزوه والانتصار عليه.
يا سعد هكذا صفات وتضحيات الرجال الشرفاء لهذا الوطن العزيز على قلوبنا. لقد أقسمت بالله بأن أكون مخلصاً لمليكي وبلادي ولا أبوح بسر من أسرار الدولة، وهذا ما أقسمت بالله عليه بين يدي ولي الأمر عندما وضع ثقته فيك وفي أهم وأخطر القطاعات العسكرية حساسية فخنت الأمانة والثقة وحنثت بالقسم. ولقد اجتمعت فيك آيات المنافق الثلاث، «إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان».
إنه قسم لو تعلمون عظيم، ونقسم بالله العظيم أن نكون مخلصين لمليكنا وبلادنا المملكة العربية السعودية، وأن نفديها بأرواحنا.
@amsn9902