السؤال هنا: «ما الذي دفع ستيف جوبز لهذا الانسحاب؟»
يحكي ستيف جوبز قصته في حفل تخرج دفعة جامعة ستانفورد عام 2005، وأنها بدأت قبل أن يولد، حيث كان مقدرًا له أن يكون طفلًا متبنى لزوجين أنهيا تعليمهما الجامعي ولكنهما قررا في الدقائق الأخيرة أن يتبنيا فتاة بدًلا من صبي!
ونتيجة لهذا القرار أصبح ابنًا لأم لم تتخرج في الجامعة، وأبًا لم ينه دراسته الثانوية، ورغم خوف أمه البيولوجية على مستقبله لم تنه أوراق التبني إلا حينما وعداها الزوجان بأن يدخل الجامعة ومن هنا بدأت حياته.
بعد 17 عامًا قرر الذهاب لجامعة ستانفورد واستنفد مدخرات والديه من الطبقة العاملة طوال الأشهر الستة الأولى، ثم أدرك أنه لا يعلم ماذا يريد أن يفعل في حياته!
ولا يدرك كيف ستساعده الجامعة في اكتشاف ذلك؟
لذلك قرر الانسحاب وكان متيقنًا بأن كل شيء سيكون على ما يرام، فالفكرة كانت جميلة ومخيفة في نفس الوقت، وعندما يعود بذاكرته للوراء يؤكد أنها من أجمل القرارات، التي اتخذها في حياته.
قرار الانسحاب لم يعن ترك الدراسة بشكل كامل، بل كان يعني ترك الصفوف، التي لا تثير اهتمامه والتعمق في الصفوف، التي تغذي عقله وتحرك أفكاره.
لم يكن يملك غرفة نوم! وكان ينام على الأرض في غُرف أصدقائه، وكان يقايض زجاجات الكولا بخمسة سنتات ليستطيع شراء الطعام، وكان يسير 7 أميال أسبوعيًا لينال وجبة جيدة في أحد المعابد كل يوم أحد.
لقد تعثر بالعديد من الأشياء، التي تبين له فيما بعد أنها عديمة الفائدة والقيمة بسبب اتباعه لحدسه وفضوله العشوائي.
انضم لصفوف تعلم الخط، لم يظن ولا لوهلة وقتها أن هذا الصف سيعود عليه بالنفع في حياته بعد أعوام!
وتحديدًا عندما كان يقوم بتصميم حاسوب ماكنتوش الأول، راوده الشغف مجددًا وزارته الذكريات المتعلقة بصفوف الخط.
وهذا ما أدى لقدرته على تصميم جهاز حاسوب ذي أسلوب طباعة جميل ومتميز عن بقية الحواسيب ذلك الوقت.
لو لم يتراجع ستيف جوبز عن بعض المقررات في الجامعة وقتها وينخرط في صفوف لتعلم الخط دون أن يعلم بماذا ستعود عليه بالنفع، لم يكن للحواسيب الشخصية اليوم هذا الكم الهائل من الخطوط!
من الطبيعي جدًا أن يضل الإنسان ويحتار في وجهته بداية حياته وشبابه ويشعر بأنه تائه وضائع كسفينة بلا قبطان ولا مرسى!
إن مساراتنا الحياتية لم ولن تكون واضحة لنا أبدًا، لكنها ستتضح حين نمضي قدمًا في الحياة ونستمر بالصعود للأمام، خطوةً بخطوة، وحين نعود بالذاكرة للوراء سنرى تلك النقاط المفصلية، التي صنعتنا اليوم وحتى هذه اللحظة!
يقول ستيف جوبز: «لا تستطيع ربط النقاط بالتطلع للأمام، فقط عندما تنظر للخلف تستطيع ربطها».
وهو يقصد بالنقاط تلك اللحظات الحاسمة والمصيرية، التي أقدمنا على خوضها رغم قلة خبرتنا وجهلنا بالمستقبل، لذلك عليك أن تثق في نفسك وفي شجاعتك وقدرك، وأن هذه النقاط التي ربما تشعر بأنها عشوائية اليوم ما هي إلا العقدة الأولى من سلسلة طويلة من النجاحات ستتضح لك بمرور الوقت والسنوات، هذا الاعتقاد سوف يعطيك الثقة لاتباع قلبك عندما تسلك طُرقًا ليست مقدرة لك ولم تخطط لها وهذا وحده ما سيصنع فيك الفرق.
@Unknown_oct