لذلك كلما كان الطموح أكبر؛ اجتهد الإنسان للوصول إليه. اسمح لي بأن أقول لك إنك في السكون ستجد بداخلك دائما صوتا منيرا يشجعك على رسم الفرص وكيفية تحقيقها، دائما ما يكون ذلك الصوت حكيما.
امسك بقلمك واكتب، اكتب ما يمليه عليك صوت الحكمة الذي بداخلك. وإليك هذه التجربة، في اليوم الذي تكتب فيه هدفك كن شديد الملاحظة لما تسمعه وتراه من أحداث أو أشخاص أو عبارات، فإذا وجدت أمرا ما يرتبط بهدفك، حينها ستدرك بأنك في تناغم مع الكون، فتوكل على الله واستجب لما حولك بقوة وعزيمة الفرسان.
ما تراه أمامك بخط يديك أصبح الآن رسالة لعقلك الباطن الذي بدوره سيعمل على تنبيهك في كل لحظة عابرة في حياتك تكون ذات علاقة وطيدة بمشاريعك، وأنت بوعيك لك الخيار بأن تستجيب وتكون مقداما، أو تؤجل ذلك إلى فرصة أخرى.
العالم إسحاق نيوتن، وهو عالم رياضيات وفيزياء ويصف نفسه بفيلسوف الطبيعة، بظنك كيف توصل إلى نظرية الجاذبية؟ وبظنك هل ما شاهده لحظة سقوط التفاحة إلى الأسفل كانت له مسألة عابرة أم كانت بمثابة المادة العلمية التي وضعها تحت التجربة لإثبات نظريته؟
كان بداخل العالم إسحاق تساؤل عن الجذب العام والحركة وقوانينها، فكان الهدف أمام عينيه بأن يصل إلى حقيقة ذلك التساؤل. حيث كان يمضي وقته في البحث والعلم والكتابة، وفي نزهة حادثة التفاحة وسقوطها، لم يكن يفكر العالم إسحاق في السيدة ذات الرداء الأحمر، كان يفكر في الهدف وكانت تلك الحادثة هي الإلهام لإحداث التناغم بينه وبين الإجابة على نظرية ظلت مسيطرة في المجتمع العلمي لمدة ثلاثة قرون.
ليس بالضرورة أن تكون عالم فيزياء أو صاحب نظرية علمية، المهم ألا تظن أبدا بأنك إنسان بلا هدف، فأن تمشي على الأرض لتحسن إلى الشجرة فهذا معنى وهدف عظيم.
من الأمور التي قد تجعل صوت الحكمة لديك خافتا هو انشغالك بالبشر، ماذا يقولون؟ وماذا يفعلون؟
من وجهة نظري أن الإنسان ليس مكلفا بغيره من بني جنسه، فالتعارف والتعاقد والمودة والإحسان هم أقصى درجات التعامل البشري. والأصل فيما كلفت به هو تواصلك مع الله وعبادته وتناغمك مع الأرض بالسعي فيها وعمارتها.
فكلما تمحورت حياتك حول هذين الأمرين؛ علا الصوت الذي بداخلك، وأنار الله لك خطواتك وشع داخلك ضياء حب العمل وحماس الوصول للهدف. امسك قلمك وأنر حياتك بتحقيق الأهداف.
taghreedhaddadi @