طالب رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة د. عبدالله بن السلمي بأن تشمل منظومة هذه القرارات مكتبات الأندية الأدبية قائلا: لا شك أن الخطوة التي اتخذتها هيئة المكتبات خطوة إيجابية كنا نتطلع إليها، وأعتقد أنها ستحدث نقلة ثقافية رائدة في وطننا في ظل هذا التحول الإيجابي، أما فيما يتعلق بمكتبات الأندية الأدبية، فهي تشكل أرضية صلبة من حيث التنوع الموجود فيها، والانتقاء والتراكم المعرفي، وأتمنى أن تكون ضمن منظومة هذه النظرة، ويكون هنالك شراكة حقيقة، لأنه إذا لم تتكامل المؤسسات، ولم يكن بينها تنسيق فعلي لرفع الشأن الثقافي، فأتصور أن الأعمال ستكون مبعثرة ولا يربطها رابط، ولكن طموحي كبير في أن الرؤية سوف تشمل كل المكتبات الموجودة سواء التابعة لوزارة الثقافة، أو المكتبات التابعة للأندية الأدبية والمكتبات العامة، أو مكتبات الجامعات حينما تنسق هذه المؤسسات وتربط بأطراف متنوعة، وتبدأ بتقديم مشروعاتها أتصور أنها ستكون ثرية ونافعة.
نقلة فريدة
أما رئيس مجلس إدارة نادي أبها الأدبي د. أحمد آل مريع، فقد طالب بدعم مكتبات الأندية ورعايتها، قائلا: هذا المشروع المهم الذي أطلقته وزارة الثقافة تهدف منه إلى إعادة تأهيل المكتبات العامة وجعلها مراكز جذب ثقافي، وليس الكتاب فحسب، قرار مثل هذا يشكل نقلة فريدة وضخمة ستنعكس إيجابا على الحركة الثقافية.
وحول حاجة مكتبات الأندية الأدبية للدعم من وزارة الثقافة كما حظيت المكتبات العامة بهذا الدعم والرعاية، أضاف: أتفهم الفارق بين الجهتين من الناحية الإدارية، فالمكتبات تقع في مساحة مسؤولية مباشرة لوزارة الثقافة، ولعل مكتبات الأندية في هذا الجانب تأتي في سياق المؤسسات الشبيهة بالقطاع الثالث، ومع هذا فلا شك أن الثقافة والإبداع لا تتحقق إلا بالتفاعل والامتزاج، ومن المتيقن أن وزارة الثقافة هي الغمامة الكبرى التي تعد بالعطاء تلك المؤسسات المختلفة التي ترعى الثقافة وتخدمها، وهذا يجعلنا نتطلع إلى أن تحظى مكتبات الأندية الأدبية القيمة بما يعزز من قيمتها ودورها الذي ينعكس على المشهد الثقافي برمته، ويتفاعل مع الحراك الاجتماعي والمعرفي.
مصدر إشعاع
ويقول رئيس النادي الأدبي في المدينة المنورة د. عبدالله عسيلان: مكتبات الأندية الأدبية حافلة بأمهات الكتب في كل فن من فنون اللغة العربية والأدب، ونادي المدينة المنورة فيه مكتبة ضخمة تضم أمهات الكتب في شتى المجالات، ووزارة الثقافة تعنى بشؤون الأدب والأندية، ولا شك أنها واجهة من الواجهات الثقافية المهمة في المملكة، فهي مصدر إشعاع للثقافة والأدب، وللعلم فكل هذا من اهتمامات الوزارة، وأتصور أن الوزارة لا بد أن تولي هذه الأندية اهتمامها، لأنها المصدر الأول للثقافة وللأدب والمعرفة.
منصات ثقافية
وحول مشاركة الوزارة الأندية للاستفادة من إنتاجها الأدبي، قالت الكاتبة والروائية نبيلة محجوب: مبادرة المكتبات العامة انتظرها المثقف وربما المجتمع بشغف، ولأن معظم المثقفين والمثقفات على علاقة ما بالأندية الأدبية في نطاقهم الجغرافي أو خارجه، فكان التوقع الطبيعي أن تلتحم المبادرة مع الأندية الأدبية، لأنها مؤسسات حملت العبء الثقافي منذ تأسيسها، ولأن لديها كما هائلا من الكتب في مختلف مجالات الأدب والثقافة، ويمكنها دعم هيئة المكتبات بالكتب، كما يمكن لهيئة المكتبات إدخال مكتبات الأندية الأدبية في مشروعها التطويري للمكتبات، وتحويلها إلى منصات ثقافية بمفهوم حديث كما ترغب هيئة المكتبات، ولأن بعض الأندية الأدبية تقوم بهذا الدور، أي أنها تمثل «منصات ثقافية»، كنادي جدة الأدبي، حيث تقام فيه أنشطة ثقافية مختلفة على مدار الأسبوع، أي تلتقي فيه كافة أنماط الإبداع الثقافي كما تطمح الوزارة، فهي أحق وأولى باهتمام وزارة الثقافة.
مكاسب مشتركة
ويرى الكاتب د. خالد سعيد أبوحكمة، أن الأجدر أن تستفيد الهيئة من مكتبات الأندية ذات القيمة المعرفية العالية، وكذلك الاستفادة من الكتب التي تصدرها وتطبعها هذه الأندية، وفيها مؤلفات ذات قيمة علمية ومعرفية، ونتاج أدبي وإبداعي، ويمكن دعم المكتبات العامة بتلك الإصدارات، من خلال عمل تكاملي بين هيئة المكتبات والأندية الأدبية، ويمكن للهيئة أن تستفيد من خبرة الأندية الأدبية فيما يتعلق بالكتاب وشؤونه، وأقل ما يمكن الاستفادة منه هو أن تطلب هيئة المكتبات جميع إصدارات الأندية الأدبية الورقية والرقمية وتوزيعها على المكتبات التابعة للهيئة، والمكتبات التي ستنشأ لاحقا، وهذا يحقق مكاسب مشتركة لجميع الأطراف، ومن ذلك انتشار تلك الإصدارات على نطاق أوسع، وإثراء المكتبات بالنتاج الأدبي والفكري والإبداعي.