نعيش هذه الأيام حمى وطيس القبول الجامعي لأبنائنا وبناتنا خريجي الثانوية العامة، وبالتأكيد لا يشعر بالمعاناة إلا من جربها وكما يقول المثل (لا تحرق النار إلا رجل واطيها)، يبدأ الحصاد حاليا فمن جد واجتهد وحقق أعلى النتائج سيأخذ مقعدا مناسبا في الجامعة والتخصص الذي يريد، ومن تكاسل وتساهل لن يحصل على مبتغاه في التخصص أو ربما لن يتم قبوله في الجامعة، وهنا يبدأ الضغط على الأهل والشحن النفسي في محاولة تدبير مقعد جامعي.. وياله من مشوار طويل ومتعب يتحمله أولياء الأمور بسبب تكاسل أبنائهم.
في السنوات السابقة ربما نحمل الطلبة سبب إهمالهم وعدم استذكارهم باكرا ونلقي عليهم بالمسئولية لعدم الاهتمام ويفترض أن يتحملوا نتائج عدم اللامبالاة ولكن هذا العام يعتبر استثنائيا بسبب جائحة كورونا حيث تم تعطيل الدراسة وكذلك اختبار القدرات خلاف الحالة النفسية السيئة التي مرت بها الأسر بسبب منع التجول وما تبع ذلك من تشتيت تركيز الكثير من الطلبة في اختبارات التحصيلي مما أثر على نتائجهم ونسبهم وجاءت معدلات الكثير منهم متدنية بحكم الظروف السابقة، مما يجعلنا نتمنى من وزارة التعليم مراعاة ذلك في القبول الجامعي وإتاحة الفرصة بشكل أكبر هذا العام ـ استثناء ـ لأن الجائحة أضرت بالجميع ولم يعد هناك مجال للطلبة والطالبات من تعديل النسب أو الاستذكار أو إعادة اختبار القدرات الذي لم تتح للكثير منهم سوى فرصتين بينما المفروض أربع فرص.
أقترح على الجامعات قبول أصحاب النسب المتدنية في الثانوية ـ بشكل مستمر ـ وليس هذا العام فقط بشرط عدم الحصول على (مكافأة) بسبب إهمالهم فترة المرحلة الثانوية بحيث يصبح هذا الشرط حافزا للجد والاجتهاد وعدم التكاسل، فمن يريد الحصول على مكافأة طوال دراسته الجامعية عليه أن يحقق نسبة معينة تحددها لجان متخصصة في كل جامعة ومن يريد الدراسة بدون مكافأة فإن ذلك متاح لأصحاب النسب المتدنية.
مجرد اقتراح قابل للرد والأخذ أو التطوير حسب المصلحة العامة وإن كنت أرى أنه حافز جيد لبذل المزيد من العطاء والكفاح ليشعر الطالب أو الطالبة بثمرة جده واجتهاده من خلال حصوله على مقعد جامعي وتخصص مناسب مع نيل مكافأة طوال دراسته تؤكد أنه حصل عليها بجدارة واستحقاق.
almarshad_1@