مسرحية في جنوب لبنان.. اشتباك محدود و«حزب الله» لا يعلم ما يجري

ذكرت مصادر إعلامية أن إطلاق النار المحدود الذي حدث بين حزب الله وإسرائيل في منطقة مزارع شبعا الحدودية، توقف بعد دقائق من اشتباك نتيجة تسلل مجموعة عناصر من حزب الله لتنفيذ عملية داخل الأراضي المحتلة. في حين نفى حزب الله في وقت لاحق من مساء أمس أن يكون عناصره نفذوا أي عملية على الحدود ضد إسرائيل. بينما أعلن الجيش الإسرائيلي عن عودة الحياة إلى طبيعتها، وطالب السكان في المنطقة الحدودية مع لبنان بممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وبعد ظهر أمس شهدت الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، توترا أمنياً أمس، بعد ما أقدم الحزب على استهداف دبابة إسرائيلية بصاروخ «كورنيت» بحسب ما أعلنت إسرائيل فيما لا يزال حزب الله صامتا ولم يعلن عن مسؤوليته عن العملية، ما استدعى رداً من العدو واشتباكات وقصف طال كفرشوبا، بحسب ما أعلنت السلطات الإسرائيلية ومصادر لبنانية.
حفظ ماء الوجه
وقال مصدر لبناني رفض الكشف عن اسمه لـ «اليوم»: إن حزب الله أطلق القذيفة التي أعلنت عنها إسرائيل لكنه ربما لن يعلن مسؤوليته عن العملية، لأن حزب الله لا يريد التصعيد وأنه رد على مقتل عنصره ردا محدودا ليقول إنه نفذ تهديداته تجاه إسرائيل، وأضاف المصدر: ما أقدم عليه حزب الله في هذه العملية المحدودة عبارة عن مسرحية لحفظ ماء الوجه، وأضاف المصدر: إن رد حزب الله المنضبط أو غير المنضبط إن حدث لا يخضع لقرار الحزب بل لقيادة طهران، وأوضح المصدر أن إيران لا تريد التصعيد مع إسرائيل، لأنها ببساطة ليس لديها أي إمكانية مواجهة مع إسرائيل، ووخاصة في مثل هذه الظروف. وذكَر المصدر، كيف سمحت واشنطن لطهران برد منضبط على مقتل الإرهابي قاسم سليماني، عندما قصفت إيران قواعد لواشنطن في العراق دون أن تحدث أي إصابات أو أضرار.
محاولة استهداف
في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر لبنانية قولها إن «حزب الله نفذ عملية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا على الحدود مع فلسطين المحتلة»، في حين نفت وسائل إعلام إسرائيلية وجود أيّ معلومات عن وقوع «إصابات» في الحادث. وكشف مصدر أمني لوكالة «سبوتنيك» أنّ مجموعة تابعة لـ«حزب الله» تسللت ناحية قرية الغجر على الشريط الحدودي، وأثناء محاولتها استهداف رتل عسكري إسرائيلي، تم كشفها، واندلعت اشتباكات بين الجانبين.
القصف الإسرائيلي
وأفادت مصادر مطلعة لـ«اليوم»، أن «ما حصل ليس عملية استباقية لجيش الاحتلال الإسرائيلي»، موضحة أنّ «القصف الإسرائيلي الذي حصل ليس ردا على عملية الأسبوع الماضي بل ضمن عملية التمشيط ومرتبط بالاشتباكات». وفيما سارع الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق قذائف مدفعية في محيط رويسات العلم في منطقة كفرشوبا اللبنانية المحتلة، أصدر تعليمات إلى سكان المنطقة الحدودية مع لبنان، للبقاء في المنازل، وحظر جميع الأنشطة في المنطقة المفتوحة، بما فيها الأعمال الزراعية والسياحية. كما طلب الجيش من السكان عدم استخدام المركبات لأهداف غير ضرورية.
إحباط عملية
من جهته، أعلن جيش العدو الإسرائيلي في بيانٍ، أنه «تمكن من إحباط عملية تخريبية في منطقة جبل روس». أضاف: «تمكنت قواتنا من تشويش عملية خططت لها خلية من حزب الله، مكونة من بين 3 إلى 4 أشخاص والتي تسللت أمتارا معدودة عن الخط الأزرق ودخلت لمنطقة إسرائيلية».
وفيما أكد الجيش الإسرائيلي، أنه لم تقع إصابات في صفوف قواته، ولا يعرف وضع المخربين الصحي والتي رصدت إصابة عدد منهم، واعلن أنه «يتم إعادة فتح الطرقات المدنية في منطقة الشمال وإعادة الحياة المدنية إلى الروتين».
مسؤولية لبنان
وكان أعلن وزير الحرب الإسرائيلي بني غانتس أن «الحكومتين اللبنانية والسورية تتحملان مسؤولية أي هجوم ينفذه حزب الله انطلاقا من أراضيهما»، مؤكدا «أننا سنواصل منع التموضع الإيراني على حدودنا الشمالية». وكشف خلال زيارته الحدود الشمالية أول من أمس، أن «إسرائيل لا تسعى للتصعيد لكنها سترد بقوة على أي استهداف لها»، مؤكداً أنه «سنواصل منع التموضع الإيراني على حدودنا الشمالية».