والحرمان من التقدير أثره سلبي، فهو مثبط للدافعية والتنافسية، ومحطم للثقة في النفس ويقود للإحباط والضعف من ثم العجز كان على مستوى الأفراد أو العائلة أو المجتمع الوظيفي أو حتى المؤسسي.
تنفر طبيعة الإنسان ممن يتصيد عليه أخطاءه وزلاته، ومن التناقض التغاضي عن مساوئ الانتقادي الانتهازي، أو العدواني، أو المتسلق، أوغير النزيه، أو المتنمر حين يكون الذم وتصيد الأخطاء والتقليل من الإنجازات لإحباط وإيذاء شخص أو جماعات أو جهات بالتنمر وتعمد إظهارهم كفاشلين.
وعندما نتكلم عن الانتقاد فلا بد أن يفرق بينه وبين النقد، فالنقد يلتزم الموضوعية وتوخي عدم الانحياز، وبتوضيح السلبيات بدون إنكار للإيجابيات وبدون تعد وشخصنة، مع محاولة تقديم الحلول.
ورغم تلك الفروقات، إلا أن حساسية النقد ما زالت تحديا، فالثناء والتقدير يترجم أحيانا لنفاق وتملق وانحياز يدخل في النوايا والشخصنة، وذكر السلبيات يتأرجح بين مطرقة النقد وسندان الانتقاد الذي قد يعرضه للمساءلة القانونية أو الأذى الاجتماعي الذي قد يمسه حتى على المستوى الشخصي والمهني.
لا يتساوى الناقد الموضوعي الذي هو صوت المستفيد ويساعد باكتشاف التحديات ويقدم توصياته في معالجتها، مع من انتهج الانتقاد للتسلق به شعبويا أو التكسب الشخصي وإن أضر بالمصلحة العامة والوطنية وحجم من الجهود المبذولة، ونشر الإحباط وتحريض العامة على أفراد أو مجتمعات أو جهات.
وهذا يلقي المسؤولية على الجهات الإعلامية عندما تقدر النقد البناء وتدعم الثقات، وكذلك يسلط الضوء على الجهات المعنية بالنقد إيجابا أو سلبا وتجاوبها، فبلغة الجودة وتحسين الأداء فإن الاستجابة لصوت العميل من أحد أهم عناصر التحسين، وضعف آلية التعامل مع هذا الجانب يدل على خلل يمس الجودة في التواصل والشفافية والمصداقية.
DrLalibrahim@