ترسيخ الوعي
تحدث الفنان التشكيلي أحمد فلمبان قائلا: يعتبر صدور الأمر السامي الكريم باقتصار اقتناء الأعمال الفنية والمنتجات الحرفية في المقرات الرسمية على الأعمال الوطنية قرارا حكيما يدل على اهتمام القيادة الرشيدة بقطاع الفنون والأعمال الحرفية، وله أبعاد ثقافية واجتماعية مؤثرة في جميع مناحي الحياة، وسينعكس أثره على المدى الطويل على كل العاملين والمهتمين به، وسيعطي دفعة قوية للمواهب النشطة على الجد والاجتهاد وللمبدعين على العطاء والإبداع، ولا شك أن تطلع الجميع لإبراز منجزات الفن التشكيلي السعودي، وإظهار الصورة المشرفة لما وصل إليه هذا الفن، الذي هو المرآة الحقيقية لحضارة الوطن وتقدمه ووعي شعبه، لا تقل بأي حال عن أي من روافد الثقافة السعودية.
وأضاف: شكرا للقيادة الرشيدة بحجم الأرض والسماء، والله يحفظكم ويوفقكم للخير والنماء، ولوطننا الأمن والأمان، وللفن التشكيلي السعودي التقدم والازدهار، ويوفق الفنانين لخدمة الوطن الغالي بتقديم أعمال تليق بهذا الدعم الكبير والمكرمة الغالية.
نقلة ثقافية
فيما أكد التشكيلي عبدالله إدريس أهمية القرار ومواكبته لتطور مستقبل الفنون، قائلا: بالتأكيد الدولة تدرك أهمية الفن والثقافة وتأثيرهما في المجتمع، باعتبار الفن هوية الشعوب، وقرار وضع الأعمال الفنية في المقرات الرسمية والعامة هو إحدى الواجهات، التي تعطي انطباعا للمستوى الذي حققه الفن، وهو دعم للطاقات الإبداعية، ورغم أهمية القرار باقتناء المنتجات الفنية بالمقرات الرسمية، فإن السؤال المطروح هو كيفية الاختيار، ونوعية الأعمال المختارة، وهل كل جهة رسمية هي التي تقرر أم ستكون هناك لجنة خاصة؟ وهل تأتي الأعمال التي تقتنيها الجهات الرسمية لتمثل الذائقة السائدة عند المجتمع أم نحتاج إلى إيجاد ذائقة جديدة تتماشى مع العصر والمرحلة، التي تعيشها البلاد؟
مستقبل مشرق
ورأت الفنانة التشكيلية تغريد البقشي أن القرار يوثق تاريخ مسيرة الفن السعودي، واستثمار لمستقبل أفضل، قائلة: عندما يعتز الوطن بأعمال الفنانين السعوديين فهو يكون داعما للفنون في بلادي، ويعتبر هذا العهد هو العهد الماسي للفنون في المملكة، بتشجيع ليس له نظير، ودافع للتميز والتفرد للفنانين، وهذا كان مطلبا منذ زمن ينادي به الفنانون بتحريك وإنعاش سوق الفن السعودي، ويعتبر هذا القرار بمثابة إبراز للفنان السعودي، وإعطائه مكانة وتكريما بأن يحتفى بأعماله في الدوائر الحكومية، بمعرض دائم يوثق تاريخ مسيرة الفن السعودي، وهو استثمار ذو عائد غير محدود ماديا ومعنويا نعجز نحن الفنانين والفنانات عن الشكر لكل هذا الفرح والقوة، التي منحت للفن السعودي على جميع الأصعدة، وعليه نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين على موافقته على مقترح سمو ولي العهد.
نظرة ثاقبة
وأكد الفنان التشكيلي مشعل العمري أن القرار يسعى لتطوير الفن، والبحث عن مواطن القوة الفكرية قائلا: يأتي قرار سمو ولي العهد محمد بن سلمان باقتصار اقتناء الوزارات والمؤسسات العامة بالدولة على الأعمال الفنية للفنانين السعوديين كبث للروح الوطنية بين أبناء السعودية الجديدة، وتشجيع الفنانين السعوديين والمبدعين بكل أفرع وأصناف الفنون على العمل الجاد والمخلص للبحث عن أفكار جديدة تستلهم تاريخ بلادنا وحاضرها المزدهر ومستقبلها الواعد.
وأضاف: هذا القرار يحمَّل كل المبدعين السعوديين، ومنهم الفنانون التشكيليون، مسؤولية كبرى للنهوض بقطاع الفنون، ومحاولة بعث روح جديدة وتفعيل الطاقات الكامنة، والبحث عن مواطن القوة الفكرية في خلق حراك ثقافي وفني يليق بالازدهار والنهوض، الذي تعيشه بلادنا في الوقت الحاضر، وبلا شك فإن مَنْ اتخذ هذا القرار، وهو سمو ولي العهد، قد لاحظ بعين فاحصة خبيرة انتشار كثير من الأعمال غير السعودية في مواقع الدولة ومبانيها، وافتقد في زياراته التفقدية والعملية المختلفة وجود الأعمال الفنية السعودية، ولمس مدى ندرتها، وعرف بوعيه واستوعب الأسباب، فقرر أن يتخذ القرار المناسب للحد من التكاثر الضار اقتصاديا وثقافيا وإعلاميا لتلك الأعمال الفنية الأجنبية، ولعل الجميع في هذه البلاد لمس مع تسلم سمو الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، وخلال زياراته الخارجية، حرص سموه الكريم على اصطحاب بعض المنجزات والإبداعات الفنية من أعمال فنية ومعارض، وبعض الفنانين والمثقفين من الجنسين، والفرق الشعبية لتعريف العالم الخارجي بتراث وفنون البلاد.
نتائج مميزة
ويقول أستاذ قسم التربية الفنية بجامعة أم القرى د. سهيل الحربي: مما لا شك فيه أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ورغم مشاغله وأعماله الكثيرة، فإنه داعم دوما للحراك التشكيلي والفنون، ولإيمانه بأهميتها في نقل الهوية الثقافية، والحفاظ عليها وتطويرها باعتبار أن تلك الفنون البصرية تعكس الصورة الحقيقية لأي تطور أو رقي إنساني، ومحليا لن يتطور الفنان ما لم يكن هناك داعم محلي يقدر تلك الفنون ويدعمها ماليا واجتماعيا وثقافيا، فاقتناء الأعمال الفنية المحلية في المقرات الرسمية يضفي جمالا بصريا بنكهة محلية، ويعتبر صلة بين المشاهد والموضوعات والقضايا الفنية، ويزيد من الألفة والتواصل بين الفنان والمتلقي.
من جهة أخرى، سيشجع ذلك القرار الفنانين والموهوبين على المنافسة على نشر أعمالهم وحفظها في تلك المؤسسات والمقرات الرسمية، ما يؤكد أهمية دورهم الفني والثقافي، ويعطيهم المكانة الاجتماعية اللائقة، التي تخلد أعمالهم وذكراهم.