DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«حج 41».. إمكانات طبية وأمنية وتقنية لخدمة ضيوف الرحمن

ندوة "اليوم" تناقش جهود المملكة للموسم الاستثنائي

«حج 41».. إمكانات طبية وأمنية وتقنية لخدمة ضيوف الرحمن
أكد مختصون وخبراء أن موسم حج هذا العام، دليل على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله-، على إقامة شعيرة الحج في هذه الظروف الاستثنائية، في ظل انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وتسخير كافة الإمكانيات لحج آمن، مشددين على وجوب السمع والطاعة لولي الأمر في الالتزام بكافة الإجراءات الشرعية والطبية التي تصب في حماية حجاج بيت الله.
وحذروا من العادات البيئية والصحية الخاطئة في مواسم الحج، منها الذبح العشوائي في الأماكن لغير المخصصة، وتراكم نفايات الذبح.
واستعرضوا الإمكانيات التقنية والتكنولوجية والطبية والأمنية المتطورة التي تشهدها المملكة، بما يخدم التحول من العمل التقليدي الموسمي، إلى العمل العصري الرقمي على مدار العام.
نقلة غير مسبوقة في تطوير القطاع
أكد أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى د.عبدالله الشريف، أن رؤية المملكة 2030 تعمل على تطوير قطاع الحج والعمرة تطويرًا شاملًا من جميع الجوانب؛ لإحداث نقلة نوعية تاريخية غير مسبوقة، تبرز ما تبذله المملكة من جهود كبرى، ومشاريع عملاقة، ضمن منظومة متكاملة من الخدمات والترتيبات، تشترك فيها مختلف قطاعات الدولة التي تسخّر جميع طاقاتها وإمكاناتها المادية والبشرية ومواردها لخدمة ضيوف الرحمن.
وأشار إلى تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة، ومن ذلك إنجاز أعظم تطوير وأكبر توسعة عبر التاريخ شهدتها المدينتان المقدستان والحرمان الشريفان، ما رفع الطاقة الاستيعابية للملايين من المسلمين القادمين من أنحاء العالم لتأدية مناسكهم، ومن ذلك إنجاز البنية التحتية الكبرى في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وتوفير الخدمات اللوجستية والمرافق الخدمية المتعددة.
ولفت إلى توسعة المسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف، ‏ومساجد المشاعر، والمواقيت، وسكن الحجاج، ‏والمواصلات والاتصالات، والمطارات، ‏وصالات الحجاج، إضافةً إلى قطار الحرمين، وقطار المشاعر المقدسة، وجسر الجمرات، وغيرها من الخدمات.
إشادة دولية بقرارات المملكة
بين الخبير العسكري اللواء متقاعد مسفر الغامدي، أن المملكة تختلف عن أي دولة أخرى في العالم، نظرًا لوجود الأماكن المقدسة، وتدفق المسلمين من جميع أنحاء العالم لأداء مناسكهم، وهذا جعل المملكة تتخذ إجراءات احتياطية مضاعفة؛ للحد من انتشار الفيروس، لم تفرق في إجراءاتها بين مواطن ومقيم في العلاج، ودون مقابل.
وأضاف: إن معظم المنظمات الدولية أشادت بما نفذته المملكة من إجراءات؛ للسيطرة على الوباء، وواجهت قدوم موسم الحج في وقت انتشار الوباء، واتخذت قرارًا جريئًا بضرورة إقامة شعائر موسم الحج، فوفرت جميع المتطلبات الطبية، والمواد الاستهلاكية، بجانب الاحتياطات الأمنية، والمواصلات، وتنظيم الحركة في الأماكن المقدسة.
واختتم أن حج العام يعتبر غير عادي في التنظيم والإدارة، متوقعًا له نجاحًا باهرًا.
إقامة الفريضة بشكل محدود حماية للأمن الصحي
أشاد الباحث الشرعي المتخصص في الضرر الطبي وأحكامه الفقهية والطبية الشيخ زياد القرشي، بنجاح وتميز الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها المملكة؛ حماية للأمن الصحي للمجتمع، والتي هي موافقة للمقاصد الشرعية، والضرورات الخمس، والذي يأتي في مقدمتها حفظ النفس، والهدف الأساسي منها الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين على أراضيها، وهذا يفرض على جميع أفراد المجتمع تحمل المسؤولية والالتزام بهذه الإجراءات التي أمرت بها هذه الدولة المباركة، التي بذلت الغالي والنفيس وسخرت جميع الإمكانات المادية والبشرية، وجعلت في مقدمة أولوياتها حماية أرواحهم والمحافظة على حياتهم.
وأضاف: إن إعلان موسم الحج لهذا العام بأعداد محدودة، دليل على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين -أيدها الله-، على صحة وسلامة ضيوف الرحمن، مبينًا أنه من الواجب على المواطنين والمقيمين السمع والطاعة لولي الأمر، والالتزام بهذه الإجراءات الشرعية والطبية، التي تصب في حماية المجتمع من الأضرار الطبية، وانتشار الأمراض المعدية والمهلكة، ومن ذلك طاعتهم فيما يتعلق بتنظيم فريضة الحج، خاصةً في هذا العام الاستثنائي الذي يشهد العالم فيه انتشار وباء «كورونا».
وشدد على ضرورة اغتنام مواسم الخيرات والطاعات التي يفيض الله تعالى فيها لعباده المؤمنين بالمغفرة والرحمة والرضوان في العشر المباركات من ذي الحجة، والتي تعتبر محطة إيمانية من محطات مغفرة الذنوب ورفع الدرجات، وفضلها عظيم لأنها من مواسم الطّاعة العظيمة التي فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام.
فحوص مخبرية.. واستبعاد مصابي «المزمنة»
قالت استشاري الأمراض المعدية في مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة د. سناء الرحيلي، إن موسم حج هذا العام يأتي في ظروف استثنائية، في ظل تفشى جائحة «كورونا»، لذلك بذلت حكومة المملكة -أيدها الله-، جهودًا كبيرة تضمن سلامة الحجيج، واتخذت وزارة الصحة العديد من الإجراءات، بدءًا باستبعاد مرضى الأمراض المزمنة، وإجراء الفحص المخبري قبل وصول الحجيج إلى المشاعر المقدسة، وإلزام الحجاج بارتداء الكمامات، وتطبيق التباعد أثناء التنقل والسكن طوال أيام الحج، وتوفير جمرات معقمةـ واستخدام السجادات الشخصية في الصلاة، ومنع لمس الكعبة والسلام على الحجر الأسود.
تنفيذ خطة الاستجابة لطوارئ الحشود
تضاعف المسؤولية رغم قلة الأعداد
سلامة وأمن الحجيج «أولوية»
أشادت الإعلامية أسماء الغابري بموافقة حكومة خادم الحرمين الشريفين -أيدها الله-، على إقامة شعيرة حج هذا العام، الذي اقتصر على المواطنين والمقيمين في المملكة، بأعداد محدودة، نظرًا لجائحة كورونا، الأمر الذي يؤكد أن المملكة تضع سلامة الحجاج وأمنهم فى أولوية اهتماماتها.
وتابعت: «على الرغم من الظروف التي مر بها العالم بأكمله، إلا أن القيادة الرشيدة -حفظها الله-، سخرت كل الإمكانات البشرية والمادية لخدمة ضيوف الرحمن، وتقديم كل التسهيلات ليؤدوا مناسكهم في راحة واطمئنان».
قالت عضو جمعية الاقتصاد مشاعل باطرفي: إن المملكة تتميز في إدارة الحشود في موسم الحج من كل عام، وعلى الرغم من قلة الدخل المتوقع من موسم الحج هذا العام، الذي يتراوح عادة بين 20 و26 مليار دولار، ونشاط فيروس «كورونا»، إلا أن المملكة لا تزال حريصة كل الحرص على إقامة شعائر الله.
وأضافت: «قد يظن البعض أن المسؤولية الملقاة على عاتق المملكة قد قلت لقلة أعداد الحجاج، ولا يدرون أن المسؤولية قد تضاعفت، فهي الآن مسؤولة عن تسخير كافة قطاعاتها الاعتيادية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، إضافة إلى الحرص على صحة وسلامة الحجاج، وتعدت المهمة الآن إدارة الحشود، إلى مكافحة العدوى، وكبح الفيروس».
وأشارت إلى أنه بحسب آخر إحصائية للهيئة العامة للإحصاء، فإن القوى العاملة لخدمة الحجاج بلغت 350.830
العام الماضي؛ لخدمة 2.489.406 حجاج، وهذا العام لن يتجاوز عدد الحجاج عشرة آلاف حاج وحاجة، ومع ذلك لا تزال القيادة الرشيدة -أيدها الله-، عازمة على خدمة ضيوف الرحمن، وبنفس المستوى المقدم كل عام.
وأبانت أن المسؤولية أصعب في هذا العام، فالأثر الاقتصادي للحج لهذا العام قليل للغاية، فالحج كل عام ينشط حركة تداول الريال السعودي، وهذا لن يحدث هذا العام؛ لعدم قدوم أي حجاج من الخارج، كما يوفر موسم الحج فرصًا وظيفية موسمية قد لا تتوافر هذا العام.
إجراءات مشددة للحد من «الجائحة»
أكد المحلل والخبير الإستراتيجي اللواء الركن متقاعد حسين معلوي، أن المملكة كانت في مقدمة الدول التي نجحت في منع وتقليل آثار جائحة «كورونا»، وكانت السلطات الأمنية في العقود الماضية تبذل جهودًا جبارة من أجل تأمين سلامة الحج وضيوف الرحمن من أي تهديدات أو مخاطر أمنية تؤدي إلى الإضرار براحة وأمن حجاج بيت الله وكذلك المعتمرون في أوقات العمرة المصرح بها.
وأوضح أن الاختلاف كبير في حج هذا العام، بسبب نوعية التهديد الأمني الصحي الجديد، ودرجة خطورته العالية، ووسائل انتقاله وهجومه، ما جعل السعودية تفرض إجراءات أمنية مختلفة ومشددة واستثنائية، وكل تلك الإجراءات أيدتها الدول الإسلامية لأنها تؤمن سلامة الحجاج وتمنع انتشار الفيروس بين الحجاج.
قال وكيل عمادة تقنية المعلومات للتطوير بجامعة الملك عبدالعزيز د. هاني الجحدلي، إن المملكة تبذل جهودًا كبيرة في تطويع التقنية لتسهيل مناسك حجاج بيت الله الحرام، وأطلقت وزارة الحج منظومة «الحج الذكي»، وهي منظومة توفر لضيوف الرحمن خدمات تقنية متطورة، تسهم في حل العديد من العقبات التي كانت تواجههم في الماضي.
وأوضح أن من أبرز الخدمات المقدمة، «بطاقة الحاج الذكية»، وهي بطاقة إلكترونية يتم فيها تخزين بيانات الحجاج الشخصية والطبية والسكنية، ويتم عرض هذه البيانات من خلال تطبيق إلكتروني على الأجهزة الذكية.
ولفت إلى أن وجود هذه البيانات يسهم في تقديم الخدمات اللازمة للحجاج بشكل دقيق، وخلال وقت قياسي، وتغني هذه البطاقة، الحجاج، عن حمل مستنداتهم الرسمية.
وتابع: إن وزارة الحج أطلقت كذلك «بطاقة الحاج البنكية»، وهي بطاقة مالية متاحة للاستخدام في كافة نقاط البيع في المملكة، دون الحاجة لحمل الأموال، أو لفتح حساب خاص بالحجاج في البنوك المحلية.
وتابع: إن الوزارة استفادت من تقنية «إنترنت الأشياء»، وهي عبارة عن منظومة تقنية من محطات الاستقبال والإرسال والمستشعرات، منتشرة في جميع أنحاء المشاعر المقدسة، والهدف منها تجميع بيانات آنية، تسهم في سرعة اتخاذ القرار، وتقديم الخدمات في مجالات عديدة، مثل إدارة الحشود، والتموين.
تحذير من آثار «الذبح العشوائي»
ذكر المراقب الصحي والباحث في إدارة الأزمات والكوارث البيئية والغذائية نواف الجهني، أن الجهات الرقابية تسعى للحد من ظاهرة الذبح العشوائي التي تنتشر بصفة عامة في موسم الحج، وكذلك كثرة العمالة خارج أسوار سوق المواشي، بعيدًا عن أعين الرقابة، خاصةً أن تلك العمالة تنفذ عمليات الذبح العشوائي بدون معرفة بطريقة الذبح الصحيحة، أو الممارسات الصحية الآمنة لسلامة الغذاء، والبعض منهم ربما يكون غير مسلم، غير مهتم بالنظافة العامة، وعدم توافر المياه بكميات كبيرة لغسل وتنظيف الأدوات المستخدمة في الذبح، بالإضافة إلى عدم وجود شهادات صحية تثبت سلامة العاملين في مواقع الذبح العشوائي من الأمراض.
وأشار إلى عدم تقيدهم بالنظافة الشخصية، أو نظافة الزي الخاص بهم، وتداول اللحوم بطريقة خاطئة، والتي تكون مصدرًا للتلوث، إضافةً إلى حفظها وتعبئتها في مواد غير مخصصة لحفظ اللحوم، مثل الأكياس السوداء المخصصة للنفايات، وغيرها من مواد التعبئة غير المطابقة للمواصفات والمقاييس.
وحذر من أن هذه المواد تسبب تلوثًا للمادة الغذائية المحفوظة بداخلها، بتفاعل المواد الغذائية مع مادة التعبئة كيميائيًا، والتي تتسبب في حدوث ضرر أو تسمم للمادة الغذائية، إضافة إلى عدم التخلص من مخلفات الذبح بالشكل الصحيح، ما يؤدي إلى تلوث البيئة، وظهور الروائح الكريهة، وانتشار الذباب والقوارض والحشرات التي تتكاثر بتلك البيئة، كما أنها تعد من مظاهر التلوث البصري.
وقال: إن الجهات المختصة وفرت مسالخ نظامية، يتم فيها تطبيق الاشتراطات الصحية، وأعلى معايير الجودة، من دخول الأضحية إلى خروجها وتسليمها للمستهلك، وتتم التعبئة والتغليف بمواد مخصصة للاستعمال الغذائي، ولا تحدث ضررًا على المادة الغذائية أو على صحة الإنسان.
توصيات
الالتزام بالإجراءات والبروتوكولات التي وضعتها الجهات المعنية في مواجهة «كورونا»
الحفاظ على التقدم التقني للإبقاء على مراتب المملكة المتقدمة عالميا
تعزيز البحوث الصحية والطبية خلال موسم الحج للإجابة عن مؤشرات الصحة الرئيسية
دعم الاقتصاديات والمنشآت المتأثرة نتيجة «كورونا» خاصةً المعتمدة على مواسم الحج والعمرة
أكدت استشاري طب الطوارئ وإدارة الكوارث بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر د. نسرين مغربي، أن موسم الحج لهذا العام فرصة لتثبت وزارة الصحة، ووزارة الحج والعمرة، وغيرها من الجهات الحكومية والمعنية بخدمة الحجاج، مرونتها وقدرتها الكبيرة في تنفيذ خطة الاستجابة لطوارئ الحشود في ظل هذه الجائحة، والذي يعد تحديًا كبيرًا، ولكن خبرة الوزارتين، تفوق التحدي، وسلامة الحجاج والعاملين في الحج في أمان، طالما أن هذه الخطط والمبادرات مبنية على ركيزتين، وهما العمليات، والممارسات، وتم ربطهما معا عن طريق الاتصالات الفعالة.
وأشارت إلى أن موسم حج هذا العام سيضيف أدلة علمية لتساؤلات عدة أقلقت الوسط العلمي، من ضمنها «هل يمكن لشخص تشافى من كورونا أن يصاب مرة أخرى؟، وكم تستمر الحصانة للشخص بعد الشفاء؟، ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة مرة أخرى؟».
واختتمت: «تعد هذه إحدى مؤشرات الصحة الرئيسية لموسم هذا الحج وتستدعي تكثيف الجهود وتضافرها لتوجيه البحث لاستكشافها».