من ما زال لا يعرف هدفه في الحياة، ويعيش في أذى لنفسه ومجتمعه ومن حوله بتتابع فشله، ما الفائدة من قبلاته في العيد وغيره؟ بل قد يكون ضرر هذه القبلات أكبر وخطرها أعظم.
والذي تشتكي زوجته من إهماله وأذاه، ويشتكي أولاده من عدم قيامه بمسؤولياته تجاههم، ما الفائدة من قبلاته لهم إن لم يقم بدوره الأساس تجاههم؟.
والذي كلما انتهت قطيعة مع أقاربه ومن حوله بدأ حرباً أخرى، بلسانه وأفعاله من أجل قضايا لو فكر فيها بعقل ورقي لوجد أنها لا تستحق الضرائب التي يدفعها بسببها، ما الفائدة من قبلاته وهو يفرق ولا يجمع؟!.
ومن يأتيه العيد ولا يزال قلبه يتقلب في الظلمات، ترى من عينيه ألمه من نجاح الناجح، وتعرف من كلماته تصيد زلات المتميز، بلسانه وتغريداته وحالات جواله، ما الفائدة من قبلاته وقلبه أسود وأفعاله قاتلة؟!
تذكرني قبلات البعض في العيد بتلك القصة التي تقول: يُحكى أن صياداً اصطاد مجموعة من العصافير في يومٍ بارد، ثم وضعها أمامه، وصار يذبحها واحداً واحداً، والباقي ينظر ويتفرج، وكانت دموع الصياد الجزار تنزل من عينيه بسبب البرد القارس والريح الشديد، فنظر عصفوران إليه وإلى دموعه، فقال أحدهما للآخر: انظر إلى الصياد المسكين، كيف يبدو حزيناً على ذبحنا، إنه يبكي شفقة علينا ورحمة بنا!
فقال له العصفور الآخر: لا تنظر إلى دموع عينيه، ولكن انظر إلى فعل يديه.
ماذا يصنعون بقبلاتك وأفعالك وأقوالك تخالف الحب والتقدير الذي تحمله هذه القبلات؟! وحتى لو كانت القبلات صادقة لنؤجلها للعام القادم بحول الله.
shlash2020@