[email protected]
مشهد يتكرر في كل عام لتتكرر معه المعاني المستلهمة والحقائق المستشعرة والأفق الملموسة من البعيد والقريب في مشارق الأرض ومغاربها، مشهد حجاج بيت الله وهم يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك ليمضوا بعدها في إتمام بقية مناسك الحج، وما سبق ذلك من توافدهم إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا، اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة، مشهد يجتمع فيه المسلمون بمختلف أعراقهم وجنسياتهم وأجناسهم وأعمارهم فهم جميعا سواسية يبتغون فضلا من الله ورحمة، وهو شرف المكان والزمان والذي جعلت منه حكومة المملكة العربية السعودية ومن خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن وبذل كافة التضحيات لضمان أدائهم مناسكهم بيسر وأمان نهجا راسخا للدولة منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، فهذه المعاني الإنسانية السامية وكما يجدها الراصد تتحقق في خدمة المملكة للحرمين ومن قصدهما، فهي معان تتجسد في المبادئ الأساسية التي تقوم عليها تعاملات الدولة مع كافة المتواجدين على أراضيها سواء من مواطنين أو مقيمين أو زائرين، معان تجلت واضحة في مبدأ المساواة وتحقيق سلامة الإنسان أولا في التصدي لجائحة كورونا المستجد كدلالة أخرى على هذه المفاهيم.
إن تأكيد وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، في كلمة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص الذي صادف 30 (يوليو) بأن المملكة العربية السعودية أولت قضايا الاتجار بالبشر اهتماما بالغا منعا لحدوث ذلك وممارسته على أرضها من خلال سن الأنظمة والقوانين الداخلية، وأن رؤية المملكة الطموح 2030 للتنمية المستدامة جعلت على رأس أولوياتها كرامة الإنسان والحفاظ عليها، وما ذكره في نفس المناسبة رئيس هيئة حقوق الإنسان د. عواد بن صالح العواد بأن المملكة تبذل جهودا متواصلة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان، ومنع ومكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص من خلال التزامها بأحكام الشريعة الإسلامية التي تحرم كل أشكال امتهان كرامة الإنسان، وتؤكد على احترامه وحفظ حقوقه، وفقا للشريعة الإسلامية السمحاء، فهذه الكلمات تتقاطع معانيها في إطار المشهد العام المرتبط بتحقيق كرامة وسلامة الإنسان المتواجد على أراضي بلاد الحرمين مهما كانت طبيعة هذا التواجد فهو في أمن وكرامة وسلام لأنه في المملكة العربية السعودية.