وبالمناسبة علينا كأسر ألا نجعل هذه المناسبة تمر مرور الكرام ولم يستفد منها صغارنا الذين يعيشون عالم الهواتف الذكية والكمبيوتر والآيباد، لا أنكر قيمتها في نموهم الذهني والنفسي وما تفتح لهم من آفاق علمية مفيدة هذا في حالة مراقبة الأهل لما تحتويه، لكن ليس على حساب تاريخنا الإسلامي وعقيدتنا لا أريد أن أطيل فهذا يحتاج لمؤلفات لا لمقال.
عموما أتمنى على الأسر استغلال كل المناسبات الدينية وجعل الأطفال يعيشونها واقعا وتبسيطها بحسب مستواهم العمري والفكري، فمثلا عيد الأضحى ومناسبة ذبح الأضحية وسيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، المناسبة التي تتجلى فيها معاني التضحية والفداء امتثالا صادقا وطاعة مطلقة لإرادة الخالق سبحانه وتعالى، هذا إبراهيم خليل الرحمن.. يذبح ابنه بيده وأمام عينه وابنه لا يرفض ولا يعارض افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين وكيف فداه الله بذح عظيم.. وفديناه بذبح عظيم..
هذه الحادثة ليست عادية، حادثة فاقت كل التصورات، فلو استوعبتها مدارك الصغار فلن تذهب عن ذاكرتهم وستحثهم على ضرورة اتباع الخالق اتباعا مطلقا.
وأيضا لا ننسى أن نذكر لهم ما تستطع عقولهم الصغيرة استيعابه عن فريضة الحج ويوم عرفة وخطبة الوداع ومنهج الحياة الذي وضعه سيد البشر عليه الصلاة والسلام «فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا بعده، كتاب الله وسنة نبيه»
يجب أن يعرفوا أن في مثل هذا الشهر الكريم في السنة العاشرة من الهجرة منذ مئات السنين وضع الحبيب المصطفى الحلول لكل القضايا الشائكة والمشاكل العائمة التي نمر بها اليوم.. أكد عليه الصلاة والسلام على تحريم دماء المسلمين، وأعراضهم وأموالهم وحرم كل أشكال الفساد والربا فطرد من رحمته جميع المتعاملين به ورفض التفاخر بالأنساب والعصبية القبلية.. أكرمكم عند الله أتقاكم.
واحترام النساء وإعطاؤهن حقوقهن، ودعوتهن للقيام بما عليهن من واجبات..
كل ما ذكرت حبذا لو يعرفه الصغار، فقصة كقصة سيدنا إبراهيم والنواهي التي ذكرت في خطبة المصطفى عليه الصلاة والسلام لو استوعبها الصغار لن تمحى خاصة عند تكرارها وفي مناسباتها.
هذا العيد ليس عيدا واحدا بل أعيادا، الاحتواء والبقاء في بيوتنا ومع من نحب عيد وتطبيقنا للسلوك الواعي المجتمعي الذي تحرص عليه وزارة الصحة حماية لنا من كورونا عيد، والعيد الذي احتفلنا به داخل وجداننا وقلونا بصدق وحب عميق لا تتخلله شائبة عيد، نجاح عملية والدنا وقائدنا سلمان الأمان حفظه الله أكبر عيد.
[email protected]
[email protected]