أهمية التخصص الجامعي والاختيار المناسب لكل شخص أمر بالغ الأهمية، إذ إن الارتباط لسنوات طويلة مع هذا التخصص يجعل العلاقة بينها يجب أن تكون متينة. الاعتماد على تخصصات المستقبل واحتمالية توفر الوظائف أمر مهم، لكن الأهم هو أن تعمل بما تحب لأن احتمالية النجاح والوصول إلى وظائف قيادية أكبر من غيره.
الأقارب وتحديداً الوالدان، في كثير من الأحيان يتدخلون تدخلاً كبيراً في اختيار التخصص الجامعي لأبنائهم، حرصاً منهم على مستقبلهم وبحثاً لهم عن الخيار الأفضل إلا أن ذلك لا يعد منطقياً بشكل كبير. إذ إن الأبناء هم من يدرسون ويتخصصون في مجالات ستعيش معهم العمر كله، ويبقى رأيهم الأهم في هذا الجانب حتى تكون بينهم وبين تخصصاتهم لغة تفاهم داخلية.
على الصعيد العملي لم أجد شخصاً نجح في مجاله إلا وهو يعمل في شغفه، هذا الشغف قد لا يكون ظاهراً قبل الدخول للمرحلة الجامعية لكن على الأقل تحديد المجالات الأقرب لإمكانيات الطالب والطالبة، من يمتاز بالحفظ يختلف تماماً عن ذلك الذي يعتمد على الفهم والاستيعاب، وغيرها من التفاصيل التي من خلالها يمكن الحكم على توجهّ الشخص والمجالات الأقرب لإمكانياته.
الشغف كلمة فضفاضة البعض يضع كامل ثقله عليها، وتكون عذراً في حال فشله وعدم وصوله إلى ما يريد. العمل والتطوير في مجال الشغف نفسه يجعلك تتحول للأفضل دون أن تشعر، وحتى لو كان شغفك ليس مصدر رزق يتناسب مع الزمن الذي نعيشه، يمكن تعديله أو التحويل لما هو قريب إليه حتى لا تفقد شغفك وتعيش حياتك.
النقطة الأهم هي أن الدراسة وحدها لا يمكن أن تجعل الشخص مميزاً عن غيره، التجارب والخبرات حتى لو كانت مدتها بسيطة تصقل الشخص وتصعد به نحو الأعلى. التطوع في مجال الدراسة أثناء فترة الدراسة تجعلك جاهزاً لسوق العمل، تعرف خفاياه والتفاصيل التي يمكن من خلالها العبور نحو الوظيفة بعد التخرج مباشرة.
ولكل طالب أو طالبة في بداية مرحلتهم الجامعية أقول: الحياة أصبحت أصعب بكثير من حيث فرص التوظيف، الواسطة أصبحت من الماضي ولن تجدوا وظيفة تنتظركم كما كان يحدث لإخوتكم، دراستكم واجتهادكم هي الواسطة الحقيقية التي ستصل بكم نحو الوظيفة. أثناء المرحلة الجامعية يجب أن تكون هناك تجارب عملية مثل التطوع أو العمل بدوامِ جزئي في مجال دراستكم، لا تفكروا حينها بالمال واعملوا حتى لو بالمجان لأن المقابل أثمن وهو تطويركم وصقلكم.
fares2232 @