n الأخطاء الإستراتيجية، تتولد عنها مشاكل إستراتيجية، وإذا طالت الشعوب، وتاريخها، وحضارتها في أرضها، فإنها تكون أخطاء، ماحقة وقاتلة، وذلك يعود لصعوبة تجنب معالجة نتائجها. لماذا تحصل هذه الأخطاء؟ ما ظروف ارتكابها؟ هل يمكن تجنب ارتكابها؟
n إن الخطأ الإستراتيجي، والتاريخي، الذي ارتكبته مصر، يكمن في عدم تدمير أساسات سد النهضة، منذ اليوم الأول، وبأي وسيلة كانت. كان يكفي أن يكون مبررها، هو حقها الأصيل والتاريخي في مياه الأمطار، التي تنزل على إثيوبيا.
n أمطار، شكلت جسم مياه النيل، خلال العصور الزمنية الماضية. ليس هذا فقط، ولكن لمصر أيضا حق أصيل في جميع كميات مياه ينابيع المياه الجوفية التي تزود، مجرى نهر النيل بالمياه. هذا الحق، يضمنه التاريخ الاجتماعي، المتعارف عليه، وأيضا الشأن الاقتصادي، والجيولوجي، والجغرافي، ومنطق الحياة الطبيعية.
n مياه نهر النيل ليست حالة طارئة، وقد رسمت هذه المياه الحياة، عبر تاريخ طويل، لكل الشعوب، التي تعيش على ضفافه، وقد أصبحوا جميعا شركاء في هذا الماء، وأيضا في مصدره.
n إثيوبيا شريكة في جزء بسيط، من مياه بداية نهر النيل. الماء بكامله ليس من حقها، هذا ما حدده الله لها، عبر التاريخ، وهذا ينسحب على بقية الدول التي تنبع من أراضيها الأنهار، حيث يجب على الدول العربية أن تطالب بهذا الحق، وأن تعيد هذا الحق الذي سلبته دول المنبع، حيث استغلت الظروف السياسية السلبية للدول العربية، لتمرير بناء السدود على الأنهار العابرة لأراضيها، أو تحويل مجاريها، ومنها تركيا وإيران.
n إن أي اتفاقية، لا تضمن هذا الحق، هي عبث بحقوق الشعوب العربية، في مياه الأنهار، حقوق تختزل فتيل فتنة ماحقة، وحروب دامية، يمكن أن يحركها الجفاف والقحط في أي وقت. ليس هذا فقط، بل يجب أن يكون بناء السدود على منابع مياه الأنهار خطا أحمر، وأن يجرم فعله دوليا وفقا للحقوق، وهذا ما تؤكده نظريتي ضد بناء السدود.
n قد يسأل أحدهم، ما الفرق، بين بناء السد العالي، وبناء سد النهضة؟ لماذا من حق مصر بناء السد العالي، وليس من حق إثيوبيا، بناء سد النهضة؟ يبدو هذا السؤال منطقيا، ولكن في ظل الشروحات والأفكار البيئية التي أتحدث عنها، نجد فروقات جوهرية بين الحالتين، فعلى الرغم من موقفي المضاد لبناء السدود جملة وتفصيلا، إلا أنني أجد اختلافا في تعاظم النتائج السلبية للسدود، وفقا لموقع بنائها.
n إن تأثير السدود السلبي، يتعاظم على المناطق التي تقع بعد نقطة بناء حاجز السد، أي على طول مسار النهر بعد الحاجز الخرساني. وعليه، فإن تأثيره البيئي يتعاظم بعد ذلك، ستتصحر تلك المناطق، بشكل أسرع، وفقا لمؤشرات التصحر العلمية، ومنها بناء السدود.
n يقع جسم بناء سد النهضة، في المنبع، وهذا سيؤثر على البيئة سلبا، وعلى طول امتداد مجرى النهر، ذلك بخلاف السد العالي، يقع على خط مجرى النهر، في دولة المصب، وتأثيره الأعظم، يظهر على المناطق الداخلية الواقعة بعد حاجز السد. ونتيجة لذلك، تكون مصر الدولة الوحيدة المتضررة بيئيا، من السد العالي، حيث لا علاقة للسد، ببيئة المنبع، أو بيئة مساره حتى مصر. ويستمر الحديث بعنوان آخر.
@DrAlghamdiMH