ويطل مسجد البيعة على منى من الناحية الشمالية في السفح الجنوبي لجبل «ثبير» المطل على الشعب المعروفة باسم «شعب الأنصار» أو «شعب البيعة»، والمسجد عبارة عن مصلى بلا سقف، يحوي محرابًا وملحقًا معه فناء أكبر من مساحته.
حجران أثريان
وفي المسجد حجران كُتب على أحدهما عبارة «أمر عبدالله ـ أمير المؤمنين أكرمه الله ـ ببنيان هذا المسجد»، في إشارة إلى الخليفة العباسي، وبه رواقان من الجهتين الشامية واليمانية بطول 23 ذراعًا، وعرض 14 ذراعًا ونصف الذراع، كل منهما مسقوف بثلاث قبب على أربعة عقود وبابين، وطول المسجد من محرابه إلى آخر الرحبة 38 ذراعًا تقريبًا.
وما زال المسجد يحتفظ بشيء من مساحته ونقوشه الإنشائية الأثرية؛ إذ يوجد فيه نقش إنشائي يؤرخ لعمارته وآخر تذكاري من نفس الفترة، ونقش إنشائي مؤرخ في عام 625هـ.
خلف الجبل
والمسجد كان متواريًا عن الأنظار خلف الجبل، وظهر للجميع بالقرب من جسر الجمرات بعد التوسعة الجديدة وإزالة الجبل في إطار توسعة مشعر منى لطرق المشاة والحافلات ضمن مشروع منشأة الجمرات.
بيعة العقبة
يُذكر أن بيعة العقبة الأولى جرت في هذا الموضع من منى عام 12 من النبوة «621م»، حيث بايع 12 شخصًا من قبيلتي الأوس والخزرج من المدينة، كما أن بيعة العقبة الثانية كانت في ذات الموضع، أثناء موسم حج عام 13 من النبوة «622م»، وحضرها 73 رجلًا وامرأتان من أهل المدينة المنورة، ودعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يأتي المدينة، وقالوا: إلى متى ندع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطرد في جبال مكة، وعرفت هذه البيعة أيضًا ببيعة العقبة الكبرى.
وبنى أبو جعفر المنصور عام 144هـ - 761م مسجدًا في موضع البيعة، كما هو مدوّن في اللوحة التي لا تزال مثبتة في جدار المسجد للقبلة من الخارج.