@@ حاولت الاستسلام لكنني تذكرت أن الأزرق يجيد فن العوم في (الدرة) وأن الأصفر عادة ما يحتفل في مناسبات عديدة قبل أن يصل لخط النهاية، فهو لا يستطيع العيش وسط المياه الراكدة.
@@أصحو أنا وقلمي.. أشحذ الهدوء.. أحاول ترويضه.. أتمتم بكلمات خفية.. كي لا أنساق في ديربي كورونا خلف عاطفة.. ولا أتجمد خلف عقل متجمد.
@@ من الوهلة الأولى.. اعتقدت أنني أحتضن صندوقا فارغا وتوهم أنه مليء بالذهب.. لكنني بعد تفكير عميق اقتنعت أن لهذا القلم مناقير وأجنحة ورأسا يملؤه التغريد أحيانا.. والنواح في غير مرة، يحالفه النجاح تارة والإخفاق تراة أخرى.
@@ هي ليلة.. الفائز فيها سيسطو على الأخضر واليابس فرحا.. هكذا هي مواجهات الديربي في عاصمة العرب.. فلا حرس يوقفها.. ولا ملل يسكنها.. ولا نعاس يهاجمها.. حتى لو كانت المدرجات خاوية، فما فعله (العصفور الأزرق) عبر الكيبورد قبل المباراة، وما سيفعله بعد المواجهة كفيل بجعل نزال كورونا له ما له من حضور طاغٍ.
@@ الفرح.. هذا المساء مازال معلقا في مسيرته الذهبية بين البحر بزرقته الساحرة ورمال الصحراء بذهبيتها الصاخبة.. لم يحدد وجهته حتى الآن.. فهو يجوب شوارع القلوب الزرقاء والصفراء.. يتحرى من منهما ينمو زهرا أو شوكا.. ينمو نخلا أو طحالب.. وكل الذي يعني هذا الفرح المجنون النوم على وسادة العاصمة بفرح دائم أو بفرح عائد.
@@ من يستيقظ بداخله زئير الأسد المتمرد.. البحر بأمواجه الهادئة قبل النزال، ام الفارس برماله المتحركة الكثيفة قبل المواجهة.
@@ من يتمرد على واقعه أكثر.. ويسقط ما بداخله من عنفوان.. ليكتب من جديد كلمات الانتصار على الهواء.. وتأخذ أفراحه مساحة في بستان الورد الأبيض.. فيتنقل الوهن والضعف الذي مر به في رحلة فيروس كورونا..من سيرضى منهما بحالة الأسد المقيد خلف قضبان الفيروس.
@ @تساءلت ماذا لو جعلت الأغاني التي تسكن زنبقة الحرف في قلمي تنفخ في فضاءات الفائز.. وتهيم في سمائه.. حتما سيقولون مندسا لو فاز الأصفر.. ومنبطحا لو فاز الأزرق.. فالثقافة عندنا هي أن تكون ذا اللون الواحد.. وتبغض وتكره كل الألوان الباقية!!
@ @ تساءلت أيضا هل كان لزاما على حملة القلم أن يكونوا أسرى لهذا الغول في مكائده ومصائبه وصخبه وهيجانه.. أعني التعصب للون الواحد والرأي الواحد وحتى النجم!! الانكسار والانتصار.. لغة راقية حتى أن السجع عامل مشترك بينهما.. ويمكننا أن نطبق ذلك على مواجهة الأصفر والأزرق.. فكلاهما ينتمي لمنطق الطبيعة وجمالها ورونقها!! هي لغة إذا.. تتهادى بين عاشق اسمه «القلم» ومعشوقته «الورقة البيضاء».. وأجواء الهلال والنصر تغري لتكون الورقة البيضاء مزخرفة بديكور حديث يمتع النظر.. دون أن يخلط الألوان بخربشات «تسد النفس».
@EssaAljokm