[email protected]
مواقف المملكة ثابتة وراسخة عبر التاريخ تجاه لبنان، هذا الذي لا يزال يعاني الكثير من الأزمات الإنسانية بسبب تصرفات ميليشيات حزب الله الإرهابية -الذراع الإيرانية التي تتمركز في هذا البلد العربي - ولا تتورع عن ارتكاب المزيد من الجرائم والتجاوزات والمغامرات اللامسؤولة والتي من شأنها زعزعة أمن واستقرار لبنان ومفاقمة معاناته وإعادته إلى محور البداية المؤلمة والمحزنة في كل مرة يحاول فيها التقدم بخطوات من شأنها أن ترسم ملامح تحقيق غايته وغاية أشقائه بأن يتعافى من ظروفه القاسية ويستعيد اتزانه وازدهاره، ولكن كل ذلك سرعان ما يتلاشى بسبب مضي حزب الله الإرهابي في تنفيذ المزيد من الجرائم والتجاوزات لكل الأعراف الدولية والمبادئ الإنسانية تنفيذا لأوامر نظام طهران وضمانا لتحقيق أجندته الخبيثة في المنطقة.
يأتي تصريح وزارة الخارجية السعودية بأن حكومة المملكة تتابع ببالغ القلق والاهتمام تداعيات الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وما أسفر عنه من سقوط قتلى ومصابين، وتعبير حكومة المملكة عن خالص عزائها ومواساتها لذوي الضحايا والمصابين، وتأكيد الوزارة وقوف المملكة التام وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق، ليشكل أمامنا محورا جديدا وغير مستغرب في هذا الإطار ويعبر عن سياسة ثابتة للدولة في تعاملها مع مختلف المواقف الإنسانية الصعبة التي تستجد في أي بقعة من بقاع العالم، خاصة إن كانت في نطاق إقليمي عربي يرتبط بعلاقات تاريخية مع دولة مثل لبنان، موقف تزامنت معه جهود الإنقاذ السريع من المملكة التي تمثلت في مساعدات مركز الملك سلمان ومساهمتها في إسعاف جرحى انفجار بيروت فور وقوعه في مرفأ بيروت، عصر أمس الأول، حيث تحرك «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» في لبنان للمساعدة في عمليات الإنقاذ ونقل الجرحى وتوفير الفرق الطبية للمساهمة في أعمال الإجلاء الطبي وتقديم الخدمات الإسعافية والرعاية الصحية اللازمة لضحايا الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية وطالت أضراره كافة أحيائها وسقط جراءه مئات القتلى وآلاف الجرحى، فهذه المعطيات ترتبط في مجملها بمواقف الدولة الإنسانية عبر التاريخ خاصة مع هذا البلد العربي الذي لا يزال يعاني عبث ذراع إيران الإرهابية.