لكن!
هل جربنا أن ننظر للخلف بعين أكثر انتباها، ووعي أكثر تركيزا!
بحثا عن سبب عدم تحقيقنا لأهدافنا بشكل كامل وما الذي جرى في هذا العام!
ما الذي غيرته فينا هذه الأيام والشهور؟
وما الذي نطمح إليه الأيام القادمة؟
نعيش الآن الشهر الأخير من السنة الهجرية والتي عايشنا فيها كأفراد ومجتمعات بلا استثناء أحداثا مفصلية وعظيمة لم نتوقع يوما أن نعيشها وتحديدا منذ بداية المنتصف الثاني لهذا العام، عايشنا أحداثا سعيدة ومحزنة، من ركود اقتصادي وتغيير سياسات وتبدل للأحوال بشكل سريع!
وهذا ما يدفعني لكتابة هذه المقالة التي أسلط الضوء فيها على أحوال ذواتنا ودواخلنا وأطرح عليكم فيها يا معشر القراء هذا السؤال - هل ما زلتم نفس الشخصية التي استقبلت هذا العام وستودعونه بنفس الشخصية؟
إن كانت إجابتكم نعم، فهنيئا لكم هذا الثبات والجمود على هامش الحياة، وإن كانت إجابتكم لا، فأظنكم تجرعتم بعض الألم والخيبة والحيرة التي تنظرون لها الآن على أنها ضريبة نضجكم لهذا العام، لست أعلم الغيب لكنني أعلم أن هذا العام كان مروره ثقيلا ومتعبا ومتوترا وأننا نظرنا إليه في البداية ككل الأعوام التي سبقته، إنه العام المنتظر للقفزة الذهبية وتحقيق الأحلام والطموحات والحصول على السعادة وخلق البدايات، متمسكين بعنادنا ونأبى أن نستسلم ونتخلى عن وهم السعادة الكاملة والمنشودة المرتبطة بتحقيق أهدافنا المرجوة في كل عام، واستمرار سعينا خلف الملذات على أمل أنها هي الطريق والوسيلة للعيش بترف ورفاهية، متناسين أن السعادة شعور داخلي ومركز ومرتبط باللحظة الآنية مع من نحب ونطمئن بوجودهم في محيط يشابهنا ويشابههم.
إن معظم شباب اليوم يملك مفهوما مشوها للسعادة حيث يرى أن السعادة مقترنة بأهداف وبظروف معينة ومادية..
(بتوظف هذه السنة ولا ما بكون سعيد، بتزوج ولا ما راح تتعدل حياتي، بشتري القطعة أو السيارة الفلانية.. إلخ)..
إن الذي يمنعنا من السعادة وفق الدكتور خالد المنيف هو التأجيل والغرق في مشتتات الحياة والقلق من المستقبل للحد الذي يجعلنا لا نقدر التفاصيل الصغيرة في أيامنا والتي تصنع الفرق وتحقق السعادة والرضى، ينصح الدكتور خالد المنيف بأن نستغرق في اللحظة ونأخذ حقنا منها.
لا بد أن يدرك الإنسان أن السعادة قرينة الطمأنينة والهدوء الداخلي وأنه من المستحيل أن تتحقق ما دام الإنسان مشتت التركيز، قلق البال ويعيش في المستقبل!
وهذا في الغالب سبب فشل الناس في تحقيق أهدافهم لأنهم متشتتون ويطالبون بنتائج كبيرة لأهداف عديدة في وقت غير معلوم وقصير مقارنة بحجم الهدف!
ومن هنا يتبين لنا أن انعدام التركيز والتشتت والسعي المستمر خلف المستقبل يفصلنا عن ذواتنا ويخضعنا لحالة وهم من تحقيق السعادة والإنجاز، وسرعان ما نرتطم بحائط الواقع لندرك أننا فشلنا ولم نحقق هدفا ولم نكن سعيدين.
تذكر أيها القارئ أن الله وضع أنسب خطة لحياتك وأنت تنفذها الآن، فلا تقلق واطمئن وعش حياتك مرحلة بمرحلة والسعادة ستأتي بنفسها، فالقلق عدو السعادة اللدود! تخلص منه واستقبلها.
@unknown_oct