أيضا من ضمن الأسئلة التي طرحها الأستاذ عادل، هل الإلهام متاح للجميع؟ وهل له عمر زمني؟ وما الفرق بين الإلهام والإبداع؟. نعم، أعتقد أن الإلهام متاح للجميع ولكنه يحتاج الى إنسان مطلع ومغامر لأن التقاط الصورة الذهنية أو العاطفية (طعم) من مصدرها تحتاج إلى يقظة وسرعة بديهة من (صيادها). ولا أعتقد أن للإلهام عمرا زمنيا لأن الطفل يستلهم من الكبار بعض أفكاره أثناء اللعب وكذلك الكبار في مجالاتهم المختلفة وعلى مستويات متنوعة، وما الإلهام إلا سبب للإبداع وهنا يكمن الفرق.
أثناء دراستي لمرحلة الدكتوراه كان الأساتذة الأكاديميون يحرصون على ذكر مصادر الإلهام لأطروحاتهم وكيفية تأثير العلماء الذين استلهموا منهم إبداعهم في مسيرتهم الأكاديمية. ففي كل نقاش أو مؤتمر كان من الواجب على المستلهم ذكر فضل الملهم وتأثيره على رحلته المعرفية والعلمية.
ولأن موضوع الإلهام يطول الحديث عنه والبحث فيه، فإني أعتقد أن هناك شروطا معينة ومستويات مختلفة على الإنسان استيعابها. ومنها ما يتعلق بالعقل كالقدرة على الخيال الواسع وسرعة الربط والاستنتاج وصفاء الذهن واتساع مدارك العقل بتنشيط وظائفه. أما بالنسبة للقلب، فإن الشغف والاهتمام بالفكرة والتعلق بها من الأمور التي تساعد عاطفة الإنسان على التقاط طيف الإلهام من الخارج.
في النهاية، ولأني مهتمة بالطفل فإننا يجب علينا أن نراعي ماهية وكيفية ومحتوى ما نقدمه لطفل المستقبل. فالحذر والدقة والإتقان أمور تفصيلية يهتم بها الطفل وعلينا أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار. فشكرا للأستاذ عادل البسام الذي ألهمني هذا الموضوع لعلي أنتج منه محتوى نافعا لأطفالنا مستقبلا.
FofKEDL@