جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "يحفظهما الله"، الإغاثية الرائدة لكل محتاج ومنكوب في شتى أنحاء العالم، جهود شهد العالم تجددها من خلال المساعدات الإنسانية العاجلة التي قدّمتها عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تضامنًا مع الشعب اللبناني في مواجهة آثار الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت.
ولعل ما ذكره الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة في لبنان اللواء الركن محمد خير، حين قال: إنها ليست المرة الأولى التي تمدّ فيها المملكة يد الخير للبنان في أيام السّلم والحرب، حيث ساعدت لبنان في إعادة بنائه، وهي اليوم تقفُ مجددًا إلى جانب لبنان في محنته. فهذه الكلمات ترسم ملامح الدور التاريخي للمملكة تجاه لبنان، ويتفق معها في ذات السياق ما نوّه إليه أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (آركو) الدكتور صالح بن حمد التويجري، عن جهود المملكة العربية السعودية واستجابتها الإنسانية السريعة لدعم الشعب اللبناني بمساعدة منكوبي انفجار مرفأ بيروت، والتخفيف من مصابهم، وتأكيده أن دعم المملكة للأشقاء في لبنان يأتي امتدادًا للدور الريادي الإنساني المعهود للمملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله -، بالوقوف مع جميع الدول الشقيقة والصديقة للتخفيف من معاناة شعوبها عند وقوع أي كوارث أو أزمات إنسانية.
وأن المملكة ستظل رائدة في العمل الإنساني من خلال ما تقدمه من مساعدات إغاثية متواصلة للمتضررين في شتى أنحاء العالم، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يواصل حِراكه الفاعل في العمل الإنساني والإغاثي على مستوى دول العالم بشكل عام، وعلى المستوى العربي بشكل خاص.
فهذه المعطيات آنفة الذكر، كما هي تؤكد ريادة أدوار المملكة الإغاثية إقليميًا ودوليًا، فهي تسلّط الضوء على الحيثيات المرتبطة بالمشهد الإقليمي العام، وهو أن الريادة والقيادة تأتيان بمد يد الخير والمملكة أنموذج، بالمقابل يأتي وجه مغاير يتمثل في إصرار نظام إيران على بث المزيد من الخراب والدمار ابتغاء تحقيق أجندات مشبوهة عبر ميليشياته الإرهابية في لبنان واليمن وغيرهما من الدول العربية.
ولعل ما أعلنت عنه الداخلية البحرينية عن ضبط سيارتين محمّلتين بالمتفجرات، وأن إفادات الموقوفين تكشف وقوف حزب الله ـ المدعوم من إيران - وراء ذلك، وغيرها مما أعلن عنه من المؤامرات المشابهة التي استهدفت دولًا خليجية وعربية، تضع أمامنا دلالات جديدة للمدى الذي وصل له التخطيط الشيطاني لنظام طهران، والذي لن يتورع في دعم العمليات الإرهابية في كل بقاع المنطقة، بغية زعزعة أمنها واستقرارها، وهو أمر لن يزيده إلا خسائر فادحة على نطاقه الداخلي، وفقدانه أي أهلية تجعله جزءًا طبيعيًا من المجتمع الدولي الذي وجب أن يدرك خطره، ويتحرك بكل السبل لردعه.