DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«سلطة».. فيديو يستلهم الحركة والأداء للتعبير عن الذات والإنسان

«سلطة».. فيديو يستلهم الحركة والأداء للتعبير عن الذات والإنسان
«إن الفيديو آرت له أهمية تكمن في مدى توصيل الرسالة بصورة سريعة وسهلة من حيث العرض والقراءة والانتشار، خاصة ما لا يمكن إيصاله عن طريق اللوحة أو الأداء المفاهيمي يختصره الفيديو آرت بشكل مثير ومبسط». هذا ما تحدثت به الفنانة التشكيلية والمصممة البحرينية نوف الرفاعي، فكثيرا ما تؤثر فيها بيئتها ومحيطها وتعكس على تجربتها التوافق للمفهوم والخامات والأداء سواء بالبحث أو الرمز أو التميز الفكري والذهنية الحسية، فهي حاصلة على بكالوريوس قانون، وهو ما ألهمها في مسارها الفني من خلال معالجتها لبعض القضايا الإنسانية والوجودية والواقع النفسي والداخلي الإنساني، وعرضت أعمالها في العديد من المراكز الفنية والثقافية وشاركت في ملتقيات فنون معاصرة.
كانت بدايتها التجريبية مع الفيديو آرت من خلال الفكرة، وربطها الحركي بتشكيل الموضوع الذهني، وتوظيفه الحركي مع التقنيات الرقمية والتركيز على الصورة مع الكلمات، وهو ما أضفى على المفهوم طابعا ما بعد حداثي، خاصة أن التنفيذ ارتكز على هذا الأساس الذي حمل التشكل الاعتباطي، والمدروس بالفنيات التبسيطية المستحدثة في الصور وتوظيف الحركة على أساسها.
رغم ميلها المعاصر للفيديو آرت فإنها لم تتأثر بشكل مباشر بأي تجربة مماثلة، لأن ما أثر بها كان المحيط والوقائع الحقيقية التي تميز بيئتها.
وما يميز أعمال نوف الرفاعي هو البساطة الجادة، والتصورات المقتصرة على بعد الصورة، واشتغالها في المساحة على المفهوم، لذلك فهي تعتمد على التقنية مع بعض البرامج الرقمية والمؤثرات؛ لأنها ترى أن الفكرة الفنية أهم من التقنية نفسها، فالتقنية وسيلة الفكرة للحضور المتغير في التعبير وليست العمل نفسه.
إن ميزة الرفاعي هي الطموح العميق في التجريب الفكري والمفهومي، فقد شاركت بعمل بعنوان «سُلطة» في معرض ملتقى الفيديو آرت الدولي الثاني بالمملكة، وشكلت المشاركة لها أفقا جديدا للاستمرار التجريبي، والعمل جاء في دقيقة وأربع ثوان، في البدء كان «الأمان» و«العدل» و«الإنصاف» وهي المصطلحات التي تشير إليها نوف الرفاعي وهي تتنقل بين الحركة والأداء لتثبيت معانيها الموظفة للتعبير عن الذات والإنسان، وعن الواقع والبحث الدائم عن حالات الاستقرار الوجودية والاجتماعية، قبل أن تحدث المواجهة التي قلبت موازين التعبير وصعدت منحى الحركة في صراعات بصرية كثيفة في توتراتها الباحثة عن «الكرامة» و«الإنسان»، فهي تستجمع في عملها القوة والسلطة وسلطة القوة، وما تحمله موازينها من التناقض والشعور والتفكير لتفعل انتماءها بالحديث عن الواقعي الذي تعبر عنه من خلال حركة الأداء في الفيديو، مع توافق الصورة والكلمة ورمزية التوظيف، فهي تعتمد في علاماتها على رموزها الحركية مع إعطاء أهمية للأداء بضرورة توظيف العناصر كاملة؛ للتعبير عن المطالب الحقيقية للإنسان من حيث المفهوم، وهو ما يفتح المنافذ على بعضها البعض من خلال الأبعاد التي توظفها تقنيا، فرغم أنها تقدمها بشكل مباشر فإنها تتفنن في مفاهيمها الحركية لتقدم كل معنى بحركة ترميزية وعلامة تستحيل الحركة إلى فعل.
فمن حيث الدلالة الزمنية، تختصر الرفاعي الفكرة كأقصى ما يكون، لتبرقها كذبذبات مؤثرة على الذهن، تتعمد أن تحملها اليد اليسرى كدلالة على حالة اللاثبات فيها وفي عمق توظيفها الواقعي. كما تتعمد تقنيا أن تلغي الألوان والمؤثرات الصوتية، مع بعض الضبابية المتعمدة في مدى وضوح الصورة التي ترتكز عليها كدلالات بصرية تحاول من خلالها أن تستدرجها لتستنطق حضورها في الثانية 0:44 من الفيديو، وكأنها تستخلص البعد الآخر للتشويش المعلن، والفوضى النمطية المقلوبة على موازين الفكرة التي تعني السلطة السلبية التي تختصر كل تلك المصطلحات المتناقضة فيما بينها.
كاتب في الفنون البصرية