لقد بقيت المملكة ردحا من الزمن لا تلتفت لفحيح أصحاب القلوب السوداء وضربت في ذلك أروع الأمثلة في التأني والصبر وفي الحكمة والصمت ولكم تعرضت هذه البلاد الشريفة للكثير من المقاطعات بسبب مواقفها المعلنة لكل من يربطهم بها رباط الدم ويجمعها بهم أواصر العقيدة، وقد كانت السياسات حينها تستطيع أن توازن بين مصالحها مع كل طرف، إلا أنها لم تكن كذلك على الرغم من المخاطر والخسائر بل أصبحت الدولة الوحيدة التي ما تقوله في المحادثات المغلقة تقوله في المحادثات المعلنة كما ذكر ذلك الرئيس الأمريكي كارتر !
لقد حظيت سياسة المملكة بإعجاب كثير من المحللين واحترام جميع صناع القرار في المنظمات والهيئات الدولية لأن سياستها ترتكز على ثوابت إنسانية ومواثيق دولية فاستحقت الرقم الثابت ولم تكن كغيرها من أصحاب الأنظمة والأحزاب المتلونة مما جعلها قبلة الاتصالات الدولية وكعبة العلاقات العربية.
واليوم وبعد أن فقدت بعض وسائل الإعلام مصداقيتها بشكل كالح إلى درجة أن أحدا لم يعد يثق به لسهولة فبركتها وسهولة اختراقها من قبل ذلك العالم الافتراضي المخادع والمشبوه من جهة وعدم كفاية الخطط الدفاعية من جهة أخرى.
ومن المؤسف له ما حدث من هيئة الإذاعة البريطانية (إل بي بي سي) حين فقدت مصداقيتها في مناقشتها لموضوع الصراع في اليمن فابتعدت كل البعد عن الموضوعية بشكل مخجل ومشكوك فيه.
وكم كنت أتمنى أن أرى جيلا احترافيا جديدا لمتحدثين إعلاميين رسميين يجيدون السباحة في بحار الإعلام الإستراتيجي المتجدد بكل مقوماته، فالإعلام هو المنبر الوحيد والقادر على مواجهة كل تلك السياسات المضللة والممارسات الحاقدة.
إن قدرنا أن هذا الوطن ليس لنا وحدنا، بل وطن لكل الشرفاء في العالمين العربي والاسلامي، ومملكة الإنسانية لها اليد العليا والبصمة الكبرى في كل بلاد العالم عامة وبلدان العالم الإسلامي خاصة، إذ قدمت وما زالت تقدم المساعدات المالية والعينية بشتى أنواعها، مما جعل تلك الفئات المريضة إذا تكلمت المملكة يكذبونها، وإذا صمتت يخونونها، فهل هي رغبة في تصدر المشهد السياسي والاقتصادي كبديل مثلا أم هي كرؤية أبي جهل من نبوة محمد عليه الصلاة والسلام مع الفارق؟.
لقد تكشفت الأوراق وتقسمت الأرزاق فموتوا بغيظكم أيها الحاقدون الحاسدون.
yan1433@