وأشار إلى أن القلق والخوف، في حال تمكن من الإنسان، سيقتله أكثر مما يقتله المرض، فعندما يتغلغل الخوف والقلق للإنسان ينكسر البروتين الموجود في جسمه، ثم يرتفع ضغط الدم عنده، وبالتالي تنقص مناعة الجسم ومقاومته للأمراض، ويؤثر أي فيروس بسيط على صحته، وعندما يسيطر الخوف والقلق على الإنسان لا يفكر التفكير المنطقي الصحيح، ولا يتخذ القرار الصائب، وبالتالي يؤثر على حياته اليومية، ويؤدي إلى تبعات جسيمة، مثل تأخر النمو المعرفي والعاطفي والاجتماعي، وقد تزيد هذه الضغوط في مرحلة المراهقة من مخاطر الإصابة بالأمراض النفسية.
كسر الحاجز
ولكسر حاجز الخوف والقلق، قال: يجيب أولا التوكل على الله سبحانه وتعالى، والتحصين بالأذكار والورد اليومي، والاستمرار في تثقيف المجتمع بتطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، كذلك علينا المحافظة على برنامج يومي للصغار والكبار يتضمن ممارسة الرياضة والاستحمام والنوم مبكرا، مع الابتعاد عن متابعة الأخبار السلبية، والتقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم الانقياد خلف الشائعات والرجوع للمصادر الموثوقة، ومخالطة الأشخاص الإيجابيين في أفكارهم، والقراءة في الكتب المفيدة والتأمل واليقظة.
معاناة الأطفال
وأوضح أنه من المرجح أن يعاني الأطفال بعد هذه الجائحة من القلق والخوف، ويمكن أن يشمل ذلك أنواع المخاوف التي تشبه إلى حد كبير تلك التي يعاني منها الكبار، مثل الخوف من الموت، والخوف من وفاة أقاربهم، أو الخوف ممن يتلقون العلاج الطبي، وقد يجد الأطفال أنهم يريدون أن يكونوا أقرب إلى آبائهم، ويواجهون صعوبة في فهم التغييرات التي حدثت، وقد يعبر كل من الأطفال الصغار والكبار عن الانفعال والغضب، ومن الممكن أن يرفض طفلك الذهاب للمدرسة، وأغلب الأطفال سيرفضون حل الواجبات والالتزام بالأنظمة المدرسية، ومن الممكن أن يكون الذهاب للمدرسة بعد الجائحة للعب مع الأصدقاء والخروج من المنزل والتعلق بالأم أو الأب.
الحب والاهتمام
واستكمل حديثه قائلا: هناك الكثير مما يجب أن نفعله لتخفيف التوتر والخوف لدى الأطفال، فيجب توجيه الحب والاهتمام الذي يحتاج إليه الأطفال لحل مخاوفهم، ورفع الوازع الديني، وأن نكون صادقين مع الأطفال، وتوضيح ما يحدث بطريقة يمكنهم فهمها، حتى لو كانوا صغارا، واجعل الطفل يتحمل المسؤولية، كذلك يحتاج الآباء أيضا إلى الدعم في إدارة الضغوطات لأنهم قدوات لأطفالهم، ويمكن أن تكون هناك مساعدة للأطفال على إيجاد طرق للتعبير عن أنفسهم من خلال الأنشطة الإبداعية، والتدريب مع الطفل على مواجهة الناس استعدادا لما بعد الجائحة، كذلك على الآباء والأمهات أن يتحدثوا بصراحة مع أطفالهم حول المشاعر التي تعتري أفراد الأسرة بسبب الجائحة، لأن تجاهل الضغوط والمخاوف سيؤدي إلى نتائج عكسية.
البيئة المدرسية
أما عن كيفية جعل البيئة المدرسية آمنة للدراسة، قال: بتنظيف وتعقيم الأسطح باستمرار، وغسل اليدين مع التباعد بين المقاعد لمسافة متر على الأقل، وتقليل عدد الطلاب في الفصل الواحد، واستخدام الكمامات، مع وجود خطة احتياطية بديلة للتعليم عن بعد في حال انتشار الفيروس في المدرسة.
وأضاف: كذلك يجب تطبيق التباعد الجسدي بشكل جيد بترك مسافة متر على الأقل بين كل شخص في المباني المدرسية وفي الفصول الدراسية، ويشمل ذلك زيادة المباعدة بين المكاتب، وتنظيم فترات الراحة ومواعيد الغداء على مراحل، والحد من الاختلاط بين الفصول أو الفئات العمرية، والنظر في خفض عدد الطلاب في الفصول، أو اعتماد جداول الحضور بالتناوب، وضمان التهوية الجيدة في الفصول الدراسية، وينبغي تكييف خيارات التعليم والتعلم عن بعد، مثل تسليم الواجبات المدرسية، وبث الدروس إلكترونيا، والدعم المتكرر للمتابعة.
اتخاذ القرار
وأضاف: قرار إرسال طفلك للمدرسة من عدمه ليس بالقرار السهل، عندما تحاول أخذ القرار يجب أن تضع في عين الاعتبار عدة جوانب، منها الوضع العائلي ووجود أشخاص ممن هم عرضة للإصابة الشديدة، وكذلك مدى ارتياحك للإجراءات المطبقة في المدرسة، وتتوقف إمكانية ذهاب الطفل من عدمها على عدة عوامل منها: مدى انتشار «كوفيد-19» في المجتمع المحلي، وتدابير الحماية المتخذة في المدرسة وفي المجتمع المحلي من أجل الحد من مخاطر انتقاله، ووضع الطفل الصحي وتوصيات الطبيب المعالج والمتابع لحالة الطفل.
وفي موقع وزارة الصحة بروشورات مبسطة ونصائح مهمة لكيفية التعامل مع فيروس كورونا، وصور توضيحية ورسومات أغلبها موجه للطفل، ومن الممكن طباعتها ليطلع عليها الأطفال، ويتم تدريبهم عليها قبل بداية المدرسة.