وأضاف سموه: إننا اليوم إذ نرحب بشركاء السلام، فإننا نؤكد على ضرورة التحلي بالمسؤولية أمام هذه الفرصة التاريخية لتحقيق الأمن والعدالة والسلام المستدام وتغليب المصلحة الوطنية العليا فوق أي خلافات أو نزاعات. وأكد سمو وزير الخارجية أن عملية السلام مرتبطة بشكل مباشر بمسائل التنمية والإصلاح الاقتصادي، مقدرا جهود الحكومة الانتقالية في مواجهة التحديات الاقتصادية التي فاقمت جائحة كورونا منها، مؤكدا ضرورة مواصلة الدعم من جميع الشركاء للحكومة الانتقالية في سبيل التنفيذ الفعّال للإصلاحات الاقتصادية في الوقت المناسب، والسعي للبدء في عملية التخفيف من ديونه في إطار العمل مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وثمن سموه في هذا السياق، جهود الولايات المتحدة الأمريكية في سبيل إزالة اسم السودان من اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب الأمر الذي يعد أساسياً لإنجاح الإصلاحات الاقتصادية. وقال: إن دعم السودان في الوقت الحالي يعد استثماراً مهما للحفاظ على أمن وسلامة المنطقة والمجتمع الدولي مشيرا إلى أن المملكة ستعمل ما في وسعها حتى تتبوأ السودان الشقيق مكانها الطبيعي في مقدمة الدول العربية والجوار الأفريقي ودول العالم.
شركاء السودان
وناقش المؤتمر عملية السلام السوداني بمشاركة جميع الأطراف، بجانب مخرجات مؤتمر «شركاء السودان» الذي انعقد مؤخراً في العاصمة الألمانية برلين، بمشاركة رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك، وجنوب السودان، ممثلة بكل من وزيرة الخارجية والتعاون الدولي باتريسا خميسا واني، ومستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية رئيس فريق الوساطة توت قلواك، وذلك بصفة جنوب السودان راعياً لمفاوضات جوبا للسلام، إضافة لشركاء السلام أطراف المفاوضات في محادثات جوبا للسلام، رئيس الجبهة الثورية السودانية الهادي إدريس، ورئيس جيش تحرير السودان ميني ميناوي إلى جانب مشاركة 25 دولة منظمة.
ويهدف الاجتماع إلى دعم عملية المفاوضات ودعوة جميع أطراف النزاع للتفاوض وصولا إلى اتفاق شامل وتحقيقا للسلام المستدام. وناقش الاجتماع في جلسة خاصة الخطوات المطلوبة من المؤسسات المالية للبدء بعملية إعفاء السودان من ديونه.
وخلال المؤتمر أوضح رئيس الوزراء حمدوك في كلمته أن الشعب السوداني ما زال يعاني من تحديات كثيرة، مشيراً إلى أنهم كحكومة انتقالية يتمتعون بشفافية تامة أمام الشعب، كما صرَّح بأن الحكومة الانتقالية أصبحت كاملة تقريباً، وقال: «نقدر رفع السودان عن لائحة الإرهاب»، مؤكداً أن هناك التزاما وإصرارا سودانيا داخليا لإنجاح المرحلة الانتقالية.