في الحرب الأهلية اللبنانية التي اشتعلت عام ١٩٧٥ حتى ١٩٨٩ كانت الأطراف المتنازعة على زعامة لبنان هي حزب الكتائب المسيحي ويتزعمه بيير الجميل، وحزب منظمة أمل الشيعية ويتزعمها موسى الصدر، والحزب التقدمي الاشتراكي ويتزعمه كمال جنبلاط، هذه هي الأطراف الأقوى في لبنان، أما البقية فكانت دون ذلك بما فيها حزب الله الذي يتزعمه آنذاك صبحي الطفيلي، ولم يكن حسن نصرالله له اسم أو مسمى، وكانت الحرب على أشدها، وفي سنة ١٩٨٢ اجتاحت إسرائيل لبنان ومن ثم خرجت منها تاركة وراءها ترسانة من الأسلحة لحزب الكتائب، واستمرت الحرب الأهلية ١٥ سنة، هاجر من لبنان أكثر من نصف سكانها، وبعد انتهاء الحرب تم الاتفاق على نزع سلاح الميليشيات وتسليمه إلى الجيش اللبناني ما عدا سلاح حزب الله باعتباره في الضاحية الجنوبية المواجهة لإسرائيل، وهو بوابة الدفاع عن لبنان ضد أي هجوم من إسرائيل، وفي تلك الأثناء برز اسم الإرهابي حسن نصرالله الذي استطاع أن يزيح أمين الحزب السابق ويستولي على زعامة الحزب، وبدأ الاتصال بإيران وبدأ بتكوين ميليشيات قامت إيران بتدريبها وتسليحها حيث سهل دخول خبراء وعسكريين إيرانيين إلى لبنان للإشراف على تدريب ميليشياته، ومنذ ذلك الوقت بدأت إيران تنظر إلى لبنان كقاعدة لها واحتلالها ثم الزحف نحو سوريا، وبدأت بشحن كميات كبيرة من المواد المتفجرة وأجسام الصواريخ ليتم تصنيعها في لبنان في مواقع يشرف عليها حزب الله وبإشراف مباشر من عميل قم حسن نصرالله الذي أعلن ولاءه لولاية الفقيه آية الله الخميني، وبدأت الحرب السورية، وهذا ما تنتظره إيران حيث زحفت عن طريق لبنان إلى سوريا بمساعدة ميليشيات حزب الله، كل ذلك بترحيب من الرئيس السوري بشار الأسد الذي سلم نفسه وبلاده طواعية إلى إيران ومن ثم سمح للروس بإقامة قواعد عسكرية لهم مقابل شن هجمات بالطائرات الروسية وإلقاء البراميل المفخخة على نصف الشعب السوري والأحداث تتتابع على أصغر بلد عربي مساحة وسكانا حتى أصبح حسن نصرالله المهيمن على كل مؤسسات لبنان، فقد عطل الدستور ٤ سنوات ولبنان بدون رئيس للجمهورية حتى يخضع الجميع تحت ولايته، ومرت لبنان بظروف قاسية أدت إلى هبوط اقتصادها وانهيار العملة اللبنانية وانتهاء السياحة إلى أن حصل الانفجار المشابه للنووي، وفي أقل من ساعة واحدة حصل في لبنان نصف ما حصل في حربها الأهلية من دمار ووفيات وتحت الأنقاض وجد من وجد ومات من مات، كل ذلك من جراء تخزين مواد متفجرة إيرانية خزنها حزب الله لصالح إيران، وهب الشعب اللبناني مطالبا بالتغيير المطلق من حزب الله ورئيس الجمهورية والبرلمان والحكومة، واستقال النواب والوزراء واستقالت الحكومة ولم يتبق إلا رئيس الجمهورية الذي يطالب الشعب اللبناني باستقالته، ولكن لا يزال حسن عدو الله مهيمنا على الجيش والدفاع والأمن وجميع أنواع الأسلحة بيد ميليشياته ولا تزال انتفاضة اللبنانيين الشرفاء قائمة، وفي هذه الأثناء قام الرئيس الفرنسي بزيارة عاجلة إلى مستعمرته السابقة لبنان وتفقد الدمار الذي لحق بلبنان وبعدها بيوم واحد وصلت إلى بيروت فرقاطة فرنسية تحمل جنودا فرنسيين ومعداتهم وبعدها وصلت باخرة بريطانية إلى بيروت، وبيروت الصغيرة تنظر بعين العطف ماذا ينتظر مصيري؟ هل لبنان على أعتاب حرب أهلية من جديد أم أن زيارة الرئيس الفرنسي ليعود بها إلى الانتداب من جديد؟ ولكن السؤال ماذا يفضل الشعب اللبناني. الحرب ضد حزب الله وإيران أم الانتداب الفرنسي للبنان من جديد؟ ولكن ما نخشاه أن تكون هناك مؤامرة مدبرة أطرافها فرنسا وإيران وحزب الله على لبنان، فماذا سيكون مصير لبنان؟
بيروت كوني أو لا تكوني.. كوني حرة عربية رغم أنف الطامعين.