ومن هذه الموانئ التاريخية والأثرية «ميناء العقير» بالأحساء على ساحل الخليج العربي، حيث يُعد من المواقع التاريخية المهمة في المملكة وأول ميناء بحري فيها، كما كان الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة في الأحساء حتى عهد قريب.
واهتم المؤسس الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- بميناء العقير؛ لكونه البوابة الاقتصادية للدولة السعودية الناشئة، وكان إلى عهد قريب قبيل تأسيس ميناء الدمام الميناء الرئيس الذي يفد إليه الزائرون لوسط الجزيرة العربية وشرقها.
العصور الحجرية
ويُعد العقير بوابة نجد البحرية ومعبر الاستيطان في المنطقة، واستمر أثره السياسي والتجاري والعسكري والفكري واضحًا في الأدوار السياسية التي تعاقبت على الساحل الشرقي للجزيرة العربية، إذ يعود عمق أقدم تبادل تجاري عبر العقير والبلاد المجاورة لها إلى العصور الحجرية، وتبيّن من فحص الأدوات الحجرية التي عُثر عليها في هجر أنها تتكوّن من أحجار لا توجد أصلًا في مكونات سطحها، مثل الأحجار البركانية وأحجار الكوارتز وأنواع أخرى من الأحجار المختلفة، وإنما استوردت من المناطق الغربية بالجزيرة العربية بعد أن تم فحصها من قبل علماء الآثار.
تراجع أهميته
واستمرت أهمية العقير؛ إذ ازدهر في بداية الدولة السعودية إلى قرابة عام 1365هـ/1945م، وبفعل تحوّل الطرق التجارية بعد اكتشاف النفط في بقيق والظهران تراجعت أهمية العقير لوجود طرق حديثة معبّدة، وبناء عدد من الموانئ الحديثة قريبة من منابع النفط والأسواق التجارية في المنطقة الشرقية.
شواهد أثرية
وتدل المواقع والشواهد الأثرية المكتشفة في المنطقة على ما كانت تلعبه العقير من دور مهم في التاريخ القديم، وقد عرضت معثورات من مواقع العقير والجرهاء ترجع إلى عصر الجرهاء في الفترة من 500 إلى 400 قبل الميلاد، إضافة إلى عرض خرائط تبيّن الطرق التجارية البرية والبحرية في الجزيرة العربية وما حولها.
الجانب التاريخي
واهتمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بميناء العقير تاريخيًا وسياحيًا، ففي الجانب التاريخي قامت بتسجيل مبنى الجمارك في ميناء العقير في سجل الآثار الوطني، وجرى ترميم مباني ميناء العقير الأثري التي شملت مباني الخان والإمارة وحصن الإمارة خلال عام 1418هـ.