ولعلّ التفكير في إحداث بيان للفنان التشكيلي مهم جدا بالنسبة لمجال الفنون البصرية والتشكيلية؛ لأنه يرتّب الفنانين حسب الظهور والمراحل والتطوير والنضج بما يكفل قدرة واسعة على مستوى المرجعية التوثيقية.
غير أن العمل على هذا المستوى العالي من الدقّة يحتاج قبل كل شيء إلى التعاون الفردي والتطوير الذاتي من خلال العمل على عدّة مستويات مهمة تخص الفنان.
صار لزاما على كل فنان أن يكون له موقع خاص يعرّف به وبأعماله على مراحلها، فيطرح عبره المقالات والكتابات واللقاءات التي حكت عن تجربته، أي أن يخصّص لنفسه بنك معلومات مصغّرا يختصر على الباحث الذي يحاول التعرف على التجارب التشكيلية السعودية الوقت والجهد ويقدّم له معلومة دقيقة، مع ضرورة التعاون أيضا على مستوى ترجمة السيرة الذاتية وكذلك وسيلة تواصل لتسهيل الوصول.
ورغم أن الفنان أحيانا يكتفي بوسائل التواصل الاجتماعي إلا أن هذا لا يكفي لأنه لا يوثّق للفنان بقدر ما يبرمج النشاط أو المتابعة بشكل وقتي وزائل.
فالعمل من خلال بوابات ومواقع يقدّم الفنان بشكل جاد، حيث يضمن لمن يتواصل مع الفنان عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه يتعامل مع كيان فني حقيقي ومعترف وله مكانته الجمالية وتجربته خاصة وأنه يعرض أعماله بوصف أهميتها ونضجها وحرفيّتها، وهو ما يجعل فكرة اللبس والخلل في التعامل مع الفنان الحقيقي التي تحدث في وسائل التواصل تكون ضئيلة ويتم تجاوزها.
ورغم حسنات وسائل التواصل الاجتماعي في التعريف بالفنانين وتقديمهم للجمهور، ولكنه يدخل في إطار العرض والنشاط والتواصل الذي من الضروري أن يكون مشفوعا بموقع على الشبكة العنكبوتية يقدّم للتجربة ويفتح لها أفقا أكبر على عدّة مستويات.
إن الفن مسؤولية حقيقيّة تؤمن بها المملكة في خطاها التنموية كداعم للوعي الجمالي والفكري والبصري، ولذلك فعلى الفنان تحمّلها بالشكل الناضج والمدرك لأهميّته في وطنه بما يضمن حضوره، وهذا الحضور يكون بتضافر الجهود والعمل الجاد والمتناسب بأساليب العرض الحديثة وتقنيات التعريف المتجدّدة القادرة على ترك البصمة التعريفية وخلق النموذج المتواصل في البحث والعرض والاستمرار والتجدّد.
yousifalharbi@