اعتدنا على اقتنائه منذ القدم بجميع أشكاله وألوانه وأصنافه التي كما تصفها المصادر أصناف كثيرة من التمور تتجاوز السبعين صنفا.
وللمعلومية فهذه الثمرة تعد وجبة كاملة تضم ما يحتاج إليه جسم الإنسان من عناصر مختلفة، من ماء ومعادن وأملاح وفيتامينات وسكريات وغيرها.
وقد استحقت النخلة أن توصف بأنها سيدة الشجر والثمر، طيبة مباركة، تعلق بها العربي منذ القدم لأهميتها، وزادت قيمتها بعد الإسلام لتعدد ذكرها في 26 آية قرآنية موزعة على 16 سورة، وكذلك ذكرت نصا في أحاديث السنة النبوية الشريفة، وأيضا في الأدب العربي أعجب الشعراء والكتاب بجمال شجرتها وروعتها.
والنخلة اشتركت مع الإنسان في الخير والعطاء والبركة، فقد ذكر كمال الدين القاهري صاحب كتاب (النبات والحيوان) قائلا: النخلة شبيهة بالإنسان فهي ذات جذع منتصب، ومنها الذكر (الفحل) ومنها الأنثى، وإنها لا تثمر إلا إذا لقحت، وإذا قطع سعفها لا تستطيع تعويضه من محله كما لا يستطيع الإنسان تعويض مفاصله، وإذا قطع رأسها ماتت.
مع العلم أن عدد الصبغات الوراثية (الكرومسومات) 49 (7×7) في النخلة والإنسان. وكل جزء في النخلة له فائدة، ثمارها، ليفها، ساقها، سعفها، جريدها، وخوصها.
وهذا دافع قوي للاهتمام بزراعة النخيل، ولذا تم إنشاء مراكز الإرشاد والتوعية ومراكز محاربة الآفات التي تصيب النخيل في وزارة الزراعة والبيئة والمياه.
ولقد سبق ذكر النخلة في الشعر الجاهلي حيث قال امرؤ القيس في معلقته الشهيرة:
وفرع يزين المتن أسود فاحم
أثيث كقنو النخلة المتعثكل.
وقال الشاعر أحمد شوقي واصفا التمر:
أهذا هو النخل ملك الرياض
أمير الحقول، عروس العزب
طعام الفقير، وحلوى الغني
وزاد المسافر والمغترب
كما إنها أصبحت مضرب مثل لسمو الأخلاق في النفس حين قالوا:
كن كالنخلة ثابتة بالأرض وفرعها بالسماء وإن قذفت بحجر أعطت ثمرا جنيا.
[email protected]