لماذا هذا الاكتفاء؟ هل الفكر والثقافة يمكن بناؤهما بالمنصب أو الكرسي؟ ألا تحتاج إلى معلومات في مجال عملك؟ كيف تطور من أساليب قيادة الإدارة التي تقودها إذا كنت مكتفيا؟ من أين تأتيك ومضة الإبداع وأنت بعيد عن الكتاب؟ كيف ترفع من همتك وأفكارك وأنت لم تغذ عقلك الغذاء الفكري السليم؟ ألم تفكر في فريقك الذي تقوده كيف سينظر إليك بعد تركك للوظيفة؟.
تعلم.. فالعالم لم يولد عالما بل بدأ جاهلا ثم طالبا فعالما، ناهيك بأنه لم يكن يعرف القراءة والكتابة قال تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) النحل: آية 78. تعلم.. فالطبيب لم يولد متخصصا بل قطع سنين عمره ليصل إلى تلك المكانة والخبرة ما بين التخصص العام إلى التخصص النوعي، تعلم.. فالتاجر لم يولد وهو يعرف الفرق بين البيع والشراء أو حتى التمييز بين النقود حتى بلغ تلك المكانة والمنزلة.
تعلم.. تقال للمعلم الذي اكتفى بشهادة التخصص فلم يفرق بين شهادة التخصص أو مهارات المهنة، وتقال للإداري الذي رشح للإدارة فالترشح ليس النجاح، فالنجاح ما تقوم به وتتركه وراءك من أثر ويشهد لك به الآخرون، وللأب الذي يربي أبناءه كيف يربي وهو لا يعرف خصائص نمو المراحل وطبيعتها، وتعلم تقال للزوج والزوجة كي يفهم كل منهما الآخر.
نصيحة وجهها الدكتور عبدالعزيز السدحان في كتابه (معالم في طريق طلب العلم): «استغل كل أجزاء وقتك، فقد ينفع الله بك، ولا تستبعد هذا الأمر، ولا تقل: من أنا؟ وهل ولد البخاري وهو يعلم أن كتابه سيبلغ الآفاق شهرة وعلوا ورفعة؟».
[email protected]