تذكرت قصة هذه الأعرابية بعد أن مررت على أحد الزملاء في القرية المجاورة لقريتنا وكان يجلس على تل أمام منزله مقابل مسكني أخويه اللذين للتو غادرا القرية عائدين لمقري عمليهما كلا في مدينته التي يعمل فيها، وكان يتحدث بصوت تخنقه العبرة، قائلا: شعرت بفراغ وحزن وألم وحرقة بعد سفر أخوي وأنا أشاهد منازل خاوية وخالية، تذكرت من فقد إخوانه للأبد، ومن يعرف أهمية الأخ يقدر لهذا الأخ عمق إحساسه على فراق إخوته الدنيوي هذا الفراق المؤقت فراق سيعقبه اجتماع ولقاء مرات أخرى في الإجازات القادمة!
الفراق مر وأكثره مرارة الفراق الأبدي، هناك العديد من القصص المبكية قصص جحود ونكران قصص عاش أبطالها أخوة أوجدوا أرضا خصبة للشيطان حتى زرع بينهم من الفرقة والنزاع ما يصعب اقتلاعه، ومع مرور الزمن تجذر الخلاف ولم يفلح أهل الخير والصلاح في رأب الصدع بينهما عبر الزمن وما يزيد الطين بلة كما يقال في مثل هذه الخلافات الأخوية أن يتم (شحن) الأبناء على أعمامهم وبعد رحيل الآباء المتخاصمين، نجد نار تلك الشحناء قد وجدت طريقا ممهدا لقلوب الأبناء فلم يعد للعم أو الخال أي احترام عند تلك القلوب المشحونة!
يقول من سعى في الصلح بين أخوين متخاصمين، بعد أن علمت أن أحد الأخوين المتخاصمين لسنوات، دخل قسم العناية المركزة، ذهبت لأخية المحب للعقار قائلا: هناك مخطط في مدينة جدة سيتم الحراج على البيع يوم الخميس القادم، سوف أذهب لعلي أجد أرضا مناسبة وأرى أن تصاحبني (وش قلت!؟) وافق على الفور، وعندما وصلا إلى جدة اتجه إلى المستشفى حيث يرقد أخوه في العناية المركزة بين الحياة والموت، استغرب هذا الأخ من الذهاب للمستشفى، ولكن (المصلح) قال: أخوك يصارع الموت وأحببت أن تزوره، رد غاضبا وشاتما ذلك الشخص المحب للخير لأن الشيطان قد تمكن منه وغادر سيارة صاحبه خاسرا عقاري الدنيا والآخرة!
لكل من بينه وبين أخيه خصومة وجعل الشيطان يتحكم بمقود مشاعره، لن يفلح مقال ولا خطبة ولا مصلحون ليتصالح مع أخيه، فهل يتعلم الأخوة المتخاصمون من الأعرابية التي اختارت الأخ وضحت بابنها وزوجها تحت بريق سيف الحجاج.
Saleh_hunaitem@