وتابع يقول: في السنوات الفاصلة، أخرجت التنمية الاقتصادية والاستثمار في الخدمات العامة الأساسية الملايين من الفقر المدقع. وسمح التمويل الأكبر لصحة المرأة لملايين النساء الحوامل بالحصول على الرعاية الصحية الأساسية، ما جعل وفيات الأمهات تنخفض انخفاضًا كبيرًا. كما حدث تحسّن في مجالات متنوعة مثل معالجة الأمراض والانتقال السلمي بين الحكومات.
وأضاف: لكن مع تفشي وباء كورونا ومن قبله أزمة إيبولا، ظهر إلى أي مدى يمكن أن تكون هذه الخطوات هشّة.
وأردف يقول: رغم الخطاب المتعلق بـ«بريطانيا العالمية»، واتفاقيات بريكست التجارية ودعم الروابط التاريخية مع الكومنولث، لا تستفيد أفريقيا كثيرًا من علاقتها مع المملكة المتحدة هذه الأيام.
ولفت إلى أن بريطانيا لديها رئيس وزراء يهوّن من مشكلة العبودية، ويوصي باستعمار جديد، مضيفًا: «لقد كتب في 2002 أن أفضل مصير لأفريقيا هو أن تتدافع إليها القوى الاستعمارية القديمة».
وأشار إلى أن جونسون مثير للمشاكل ومخطئ على كل المستويات، مضيفًا: «ربما زار جونسون الكثير من الدول الأفريقية كوزير للخارجية، لكن بصفته رئيس وزراء بريطانيا ما بعد البريكست، وبالرغم من كل الخطاب عن قمة الاستثمار في أفريقيا الأخيرة، فإن أفعاله تُكذب كلماته».
وتابع: في الأسابيع الأخيرة، ألغى وزارة التنمية الدولية في وسط الجائحة، واقترح خفض الدعم للأصدقاء وشركاء الكومنولث مثل زامبيا وتنزانيا.
ومضى يقول: هناك تحديات ضخمة أمام الأشخاص الذين يعيشون في أفريقيا جنوب الصحراء. بحسب مؤسسة بروكنجز ومختبر البيانات العالمية السنة الماضية، في 2019 كان واحد من كل 3 أفارقة لا يزال يعيش تحت خط الفقر العالمي.
وأردف: ثمة حاجة لجهود ضخمة من الحكومات الأفريقية والمجتمع الدولي، سواء في صورة مساعدات أو استثمار أو تخفيف عبء الديون، أو عن طريق ضمان حماية التجارة ودعم مكاسب التنمية.
ولفت إلى أن الارتفاع في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في جنوب أفريقيا في الأسابيع الأخيرة مثير للقلق.
وتابع: ينبغي أن نتعلّم من العواقب الوخيمة لجائحة «إتش آي في» التي شهدت موت الملايين في أفريقيا من الإيدز على الرغم من أن العلاجات المُنقذة للحياة كانت متاحة في أماكن أخرى من العالم. لا يزال الملايين يخسرون حياتهم بسبب أمراض مثل الملاريا، بسبب الحاجة لناموسية معالجة بالمبيدات الحشرية.
وأوضح الكاتب إلى أن الدول الإفريقية لا تستطيع تحمّل الآثار الثانوية لجائحة كورونا، حيث لا يمكنها تحمّل تكلفة إنقاذ الشركات أو منح إجازة لملايين العمال.
وتساءل الكاتب عن مدى التزام بريطانيا الحقيقي بالشراكة التقدمية مع الأفارقة، مضيفًا: «لا يمكننا تحمّل مواصلة التناقضات في السياسة، والتي تسمح لبعض الشركات البريطانية وغيرها بعدم تسديد مستحقاتها بالكامل لأفريقيا وشعبها أو مواصلة تمويل برامج الأمن والعدالة أو التواطؤ في انتهاكات على يد الأنظمة التي لم يتم إصلاحها».