استمرار المخاطر التي يمثلها سلوك نظام إيران في المنطقة، والتهديدات المصاحبة لذلك، وأثرها على الأوضاع الاقتصادية والأمنية والإنسانية في المناطق التي تتمركز فيها تلك الميليشيات الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، بات أمرا يفوق كل حدود التريث والاستيعاب، عطفا على ما تشكله هذه الممارسات الإرهابية على الأمن الإقليمي والعالمي.
ولعل الفصل المرتبط باستيعاب المجتمع الدولي لحجم هذه المخاطر والتهديدات وكذلك ضرورة اتخاذ مواقف صارمة وحازمة في سبيل ردع هذه السلوكيات يبدو أكثر وضوحا أكثر من أي وقت مضى، لا سيما بأن هذه الممارسات اللا مسؤولة والتي يهدف من ورائها النظام الإيراني إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وكذلك تصدير الإرهاب لأبعد الآفاق إقليميا ودوليا، قد بلغت ذروة ضررها وخطرها، خاصة أن نظام طهران لم يتورع عن المضي في أجندته رغم الظروف الصعبة التي يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا المستجد، بل ظل يستمر في هذه المنهجية التي يتخذها هذا النظام عنوانا لسياساته الشيطانية، ويدعم لأجلها أذرعه وميليشياته الإرهابية في سبيل تمكينهم من المضي في ارتكاب المزيد من الجرائم والكوارث والاعتداءات، التي تتجاوز كافة الأعراف الدولية والقيم الإنسانية.
وحين نعود لما ذكره وزير الخارجية البريطاني «دومينيك راب» بأن حزب الله يشكل خطرا على الأمن في لبنان، وتأكيده بأن إيران تمثل خطرا على المنطقة بسبب الأذرع التي تدعمها، وما يتفق معه في ذات السياق بما ذكره وزير الخارجية الأمريكي «مايك بومبيو» بأن الولايات المتحدة مصممة على استخدام جميع الوسائل لديها لضمان عدم تمكن إيران من الحصول على أنظمة الأسلحة المتطورة، وكذلك أنظمة الدفاع الجوي؛ لأن ذلك يصب في مصلحة العالم بأسره، وإيضاحه بأن عدم تمديد حظر السلاح وحصول إيران على تلك الأسلحة والأموال التي ستأتي من بيعها سيؤدي إلى استخدامها لإلحاق ضرر حقيقي، ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن في أوروبا أيضا.
فهذه التصريحات والمواقف تعتبر دلالات أخرى على حجم الاستيعاب الدولي للخطر الذي يشكله النظام الإيراني على العالم بأسره، وأنه يدرك أنه من الصعب أن يكون جزءا طبيعيا منه، وكذلك بأنه لم يعد هناك الكثير من الوقت أو الخيارات في سبيل أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا يمنع نظام طهران من المضي في تهديد الأمن الإقليمي والدولي.