تعرية عون
وقال المحلل السياسي أسعد بشارة، في تصريح لـ«اليوم»، إنه «لم يكن مفاجئًا أن يشن حزب الله هذه الحملة على البطريرك الراعي والكنيسة المارونية وكل مَنْ يتكلم بسلاحه وعملياته الأمنية، وكل مَنْ يواجه المشروع الإيراني في لبنان، فالآلة الدعائية جاهزة لتتهم الراعي بالتعامل مع إسرائيل»، موضحًا أن «حزب الله يصطدم بالمزاج المسيحي الذي بدأ يعي حجم وخطورة أن تكون هنالك دولة فوق الدولة ومشروع بهذه الخطورة يورط لبنان في العزلة العربية والدولية، ويورط لبنان في الدخول في ملفات مواجهة العالم العربي كالعراق واليمن وسوريا، وبدأ هذا الرأي العام يعي أن حزب الله ومشروعه خطر على وحدة لبنان وسيادته وسلامته واقتصاده، وبالتالي الحملة هذه يستعمل فيها حزب الله آخر أسلحته لأن المسّ بالكنيسة بهذه الطريقة لا يمكن أن يمر أو يكون مقبولًا وهو يعري أكثر تيار ميشال عون».
ويقول بشارة: «وجد البطريرك الراعي نفسه مضطرًا في النهاية لأن يرفع الصوت؛ لأن الاستمرار في هذا المسار يعني دمار ما تبقى من لبنان ولأن أمن اللبنانيين أصبح في خطر، فطرح الحياد الإيجابي الذي تؤديه شرائح كثيرة، والذي يباركه المجتمعان العربي والدولي وهذا الطرح يعني مباشرة أنه لا قبول لأي تدخل من أي طرف لبناني فيما يجري في الدول العربية لمواجهة المشروع العربي لمصلحة إيران».
لبنان مختطف
ويضيف: «إن لبنان وصل إلى أدنى مستوياته، فلقد أصبح في القاع نتيجة اختطافه من قبل مشروع إيران، وهذا الاختطاف جعله مدمرًا اقتصاديًا وسياسيًا ووطنيًا ووضع الشعب اللبناني في أقصى درجات البؤس، لذلك لدى الكنيسة المارونية قوة معنوية كبيرة، وهي إذا لم تكن لديها أدوات العمل السياسي فهي فوق العمل السياسي هي تقوم بالعمل الوطني حينما تستدعي الحاجة، هكذا فعل البطريرك نصرالله بطرس صفير حينما أطلق نداء المطارنة الشهير لانسحاب جيش النظام السوري من لبنان، وهكذا يفعل البطريرك الراعي الذي سيستمر في مواقفه؛ لأنه لم يعُد هنالك شيء يخسره».
ويشدد بشارة على أن «المطلوب اليوم من كل المرجعيات الدينية ومن كل النخب والقوى السياسية والأحزاب أن تقف موّحدة لمواجهة هذا الخطر، الذي يحيط بلبنان، فالاستمرار على هذا النحو باختطاف لبنان سيؤدي لا محالة إلى نشر الفوضى والعنف وربما يقوم المشروع الإيراني بافتعال الفوضى، ولكن إذا لم يتمكن اللبنانيون من توحيد كلمتهم فهم قادرون على مواجهة هذا العنف واستعادة الدولة».
قصف مواقع
وفي سياق منفصل، وبعد إعلانه عما وصفه بـ «حادث أمني» على الحدود مع لبنان، وعقب ليلة استنفار وتأهب، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت مواقع لـ«حزب الله» في لبنان بعد إطلاق نار باتجاه قوات إسرائيلية.
وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى أن طائرات إسرائيلية حلّقت فوق القطاعين الأوسط والشرقي في جنوب لبنان، مضيفة إن الجيش الإسرائيلي أطلق «قنابل مضيئة فوق ميس الجبل»، البلدة اللبنانية الحدودية مع إسرائيل ونفّذ عملية «تمشيط واسع بالأسلحة الرشّاشة».
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي ليل الثلاثاء ـ الأربعاء عن وقوع «حادث أمني» شمالًا على الحدود مع لبنان، قائلًا في رسالة مقتضبة إلى الصحافيين إنّ «حادثًا أمنيًا جرى في منطقة المنارة قرب الخط الأزرق»، الذي يقوم مقام خط الحدود بين إسرائيل ولبنان، مشيرًا إلى أنّه تمّ على الإثر «إغلاق عدد من الطرقات في المنطقة».
كما دعا الجيش سكان خمس بلدات حدودية إلى «التوقّف عن مزاولة أي نشاط خارج» منازلهم والعودة حالًا إليها وملازمتها و«الاستعداد لإيجاد ملاذ آمن إذا ما اقتضت الحاجة ذلك».