يعتبر مبدأ الاهتمام سلوكا إيجابيا، ولكن ربما أن زيادته والمبالغة فيه تجاه شخص معين سواء صديق حميم أو شخص معرفة قد يولد لديه الشعور السلبي بأنك في حاجة ماسة إليه، وهذا أمر مؤسف للغاية ومدرك من قبل الجميع في المجتمع البشري.
في اللحظات التي تظهر فيها اعتزازا بشخصية معينة وتظهر لها نوعا من التواضع وعظيم الاحترام قد يحولها لشخصية تصاب بداء «جنون العظمة» ويعتريها التغير والغرور الممل والقاتل الذي هو من الأشياء السيئة والصفات المنبوذة التي تلحق بالإنسان عندما يجد اهتماما بالغا من أصحابه، مما يجعله شخصا غير مرغوب فيه لديهم والسبب في ذلك حبه لنفسه بشكل كبير، ويحدث لديه مشكلة لشعوره بالتميز عنهم، ولكن لابد أن تبدي لهذا النوع من الناس بأن ذلك التصرف يدل على ضعف الشخصية مهما بلغت من العلم أو الجاه في مختلف الجوانب الاجتماعية، وبأنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا وعليك أن تحترم من اهتم بك وزاد من قدرك ولا تتجاهله، وحاول أن تعطيه بقدر ما يمنحك من المحبة والتقدير، لذلك يجب علينا أن نضع تفعيل عملية «التوازن العاطفي» بين أعيننا في أي علاقة شخصية وأن لا نتهور في صيغ المبالغة في المعاملة وتوظيف التقدير والمعزة، وكذلك نحاول أن نعطي «المقدار الحقيقي» لكل علاقة أيا كان نوعها حتى لا نخسر الطرف المقابل نتيجة خطأ أو سوء تقدير اقترفناه.
وحتى نبتعد عن مرارة التشاؤم يجب علينا أن نحاول أن نوجد لنا بقعة ضوء من الأمل، وذلك من خلال الإيعاز لأنفسنا بأن هناك من يوجد بأن زيادة المبالغة في الاهتمام لا تغير نفسيته وتجعله متكبرا حتى وإن كنا متأكدين بأن الجواب «لا».
فدائما المحصلة في النهاية لأي طريق أو علاقة بالمبالغة الكبيرة قد تكون «الخذلان»، ومن هذا المنطلق يجب علينا بالفعل أن نعمل بمبدأ «الاقتصاد في المشاعر» وتقديره جدا لأنه أمر في غاية الأهمية، فلا تجعل مشاعرك مغلولة في نفسك ولا تبسطها كل البسط فتقعد تلومها وتتحسر دوما عليها، فرجائي «ادخروا» جزءا من مشاعركم فقد تحتاجونها مع شخص آخر لا يعرف النرجسية.
alnems4411@