ومع بداية السنة أعمل على جدولة للمائة كتاب في عدة مواضيع وعلوم منها مثلا: كتب تطوير الذات والتنمية، والسبب أني ما زلت أقرأ مثله هذه النوعية من الكتب لأنها ترفع المعنويات، وتحث على النشاط والحماس بغض النظر إن كنت تختلف أو تتفق معها. ولأني رأيت أكثر من مغرد ينتقص هذه النوعية من الكتب، وللمعلومية لا يخلو كتاب تطوير وتنمية من تشجيع للقارئ في مواصلة المسير نحو أهدافه.
النوعية الأخرى من الكتب هي خليط من العلمية والفلسفة لأنها تجعلني أفكر بصورة أكبر وأوسع، فعندما تنظر إلى الغيوم ربما تقول: ما أجملها! ولكن كتب العلم ستقول لك: مما تتكون؟، وكيف نشأت؟ ولماذا هي فوقنا؟! وأما كتب الفلسفة، فتثير التساؤلات: هل لها بداية ونهاية؟ هل هي حقيقة أم خيال؟ أم هي انعكاس لصورة يظنها العقل واقعا؟! وغيرها من أسئلة المنطق والتفكير. والنقطة التي يتوقف عندها العلم عن الإجابة، يبدأ فيها عالم الفلسفة!
والمجموعة الأخرى هي كتب الأدب والتراث من أجل أن أتعلم حسن سبك الجمل، وصناعة الكلمة المناسبة والمؤثرة في أذن وعقل القارئ.
والقسم الآخر هو مجموعة كتب التاريخ وهو بالنسبة لي حكاية سينمائية لها بداية، ولكن لا نهاية لفصولها لأني سأظل أقرأ دائما في الحضارات والأمم التي خلت من أجل العبر والدروس، والعاقل من اتعظ بغيره.
والقسم الأخير، هو عام بحيث لا أحدد موضوعا بعينه، بل ربما يعجبني كتاب في مكتبة أو على الإنترنت فأضعه من ضمن المجموعة، وقد يكون كتابا في الاقتصاد أو العلم أو رواية أو غيرها، المهم أن أترك بابا مفتوحا للتنوع والاختلاف. وفي كل سنة جديدة أحاول تغيير سلة المواضيع والعلوم.
والسؤال الأهم، وهو لماذا هذا التنوع وغير المركز في علم معين؟، لأنه من وجهة نظري أن كاتب المقال الأسبوعي لا بد أن يكون لديه ثقافة عامة في عدة مجالات، والسبب أنه يكتب أحيانا في مواضيع متعددة ولشرائح مختلفة في التوجهات والأفكار والثقافة ودرجات التعليم في المجتمع. وعن نفسي حين استشهد بشيء من الأدلة الشرعية، أو الفيزياء أو الفلسفة أو تطوير الذات أو التاريخ، فإني أحاول جهدي معرفة الأساسيات في المسألة المطروحة أو جزء يسير من تلك العلوم التي أنقل منها أو أستشهد بها!
ولكن الأجمل من ذلك كله هو التمتع بالقراءة في مختلف المواضيع والعلوم حيث تشعر أنك في حديقة أزهارها متفاوتة في شكلها وعطرها، وأن فاكهتها متنوعة في الطعم والمذاق، والنتيجة أنك تتعلم وأنت مستمتع.
abdullaghannam@