التركيز على التعليم مطلوب وأمر أساسي، وينبغي على طرفَي المعادلة الفاعلين «الوالدين - المعلمين» الاهتمام بالأمر، ولا شك في ذلك، إلا أن «الأدب» هو أصل كل شيء، وبدونه كأنك تبني أبراجًا تعانق السحاب دون قواعد صلبة، قد تغدو بها الرياح، وتأتي نتيجة ضعف الأساس.
وفي هذا الإطار، هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق المؤسسات التعليمية «التربوية»؛ للاعتناء بهذا الجانب أشدَّ العناية، من خلال تربية الأبناء بالأدب قبل العِلم والمعرفة؛ لإنتاج جيلٍ يعرِفُ قيمة العِلم والعلماء قبل أن يتميَّز في العلوم والمعرفة والتقنية.
إلى معلّمينا الأفاضل:
علاقة أبنائنا بكم لا تنتهي بالكتاب والحصص المدرسية، والأوقات المحددة سلفًا للتعلُّم، وإنما أنتم قدوة لهم، سيكتسبون منكم صفاتكم، وأخلاقكم، وأسلوب حياتكم، وحبكم لهم، فلا تبخلوا بالتوجيه قبل التعليم، ولا بغذاء الروح قبل غذاء العقل، ولا تهتموا بمعادلات ونظريات العلوم والكيمياء، قبل إرساء كيمياء التواصل بينكم وبين أبنائكم الطلاب، ولا تبخلوا عليهم بالتواصل مع أولياء أمورهم لصالح مستقبل أجيال تبني وطنًا وتقوم على نهضته.
.. ويا أولياء الأمور:
وقت التعليم بالمدرسة ليس مستقطعًا من الأسرة لجانبٍ مجهول، بل هو أساس بناء الأسرة، فالتواصل مع المُعلّم لمصلحة أبنائكم.
إن مرحلتنا الحالية بالدراسة عن بُعد، تُحتّم علينا الدخول معهم ومراجعة ما تستطيع مراجعته معهم، علّموهم احترام المعلّم قبل الاستماع لتوجيهاته، وأنه شريك أساسي للأسرة في البناء، وليس مفروضًا عليهم، علّموهم أن موقعه بين الوالدين؛ ليُحترم ويُبجَّل بأدبٍ وإجلالٍ وتوقير.
خاتمة:
يقول الإسكندر الأكبر:
أنا مَدينٌ لوالدي؛ لأنه أمَّن لي الحياة، ومدينٌ لمُعلّمي؛ لأنه أمَّن لي الحياة الجديدة.
@falfryyan