DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

باشاغا.. رجل أردوغان الجديد للهيمنة على ليبيا

أنقرة تجهز خطة لإقصاء السراج

باشاغا.. رجل أردوغان الجديد للهيمنة على ليبيا
كشفت تفاصيل الساعات الأخيرة أن تركيا وضعت خطة لإعادة ترتيب المشهد السياسي في الغرب الليبي وتحديدًا العاصمة طرابلس بإقصاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، وتصعيد وزير الداخلية المقال فتحي باشاغا. وأدرك الرئيس التركي أردوغان أن السراج أصبح ورقة عديمة القيمة خصوصًا بعد موجة الغضب الشعبي المتصاعدة ضده إثر تردي الأحوال الاقتصادية.
وقال الباحث في الشؤون الليبية محمد فتحي الشريف لـ«اليوم»: ربطت العديد من التقارير السياسية بين زيارة باشاغا الأخيرة إلى أنقرة والتي استغرقت 10 أيام، وإقالته بعد عودته إلى طرابلس لما تردد عن وجود مخطط لإسقاط السراج يقوده وزير الداخلية السابق.
وأضاف: التقى باشاغا خلال زيارته إلى تركيا بعدد من القيادات الاستخباراتية في أنقرة، وعقد عقب وصوله اجتماعات مع عدد من قيادات الكتائب المسلحة في طرابلس ومصراتة، وعقب اللقاء بساعات أعلنت هذه الميليشيات الانقلاب على حكومة الوفاق، كما أن إلغاء فائز السراج زيارته إلى إسطنبول للقاء الرئيس أردوغان دون إبداء أي أسباب تؤكد عمق الخلافات بين السراج وأردوغان.
وشدد الشريف على أن السراج يشعر بالرعب ليس من انقلاب تركيا عليه فحسب، وإنما من حلفائه في طرابلس، حيث كان واضحًا في سياق حديثه بعد تفجّر ثورة الغضب في طرابلس بقوله: «طالبت بانتخابات في شهر مارس القادم، وأخشى من دخول البعض في حوار سياسي، وتشكيل رئاسي جديد لتعطيل موضوع الانتخابات».
وأوضح الباحث في الشؤون الليبية محمد فتحي الشريف أن باشاغا مهّد لانقلابه على حكومة الوفاق بقوله إن هناك انتهاكات وقعت بحق المتظاهرين الذين وصفهم بـ«السلميين» في «ميدان الشهداء»، خلال احتجاجهم للمطالبة بتنحّي السراج، كما تبرأ باشاغا في بيان لوزارة داخلية الوفاق من تلك الانتهاكات، وذلك بعدما نادى نشطاء بملاحقة المتورطين في تلك الجرائم المتكررة خلال الأيام الماضية دوليًا، وزعم أن مجموعات مسلحة أطلقت النار بشكل عشوائي على المتظاهرين العُزّل وخطفت بعض المتظاهرين وأخفتهم قسرًا.
قرار السراج
قال عضو البرلمان الليبي علي التكبالي تعليقًا على الخلاف بين فايز السراج وفتحي باشاغا إن السراج يعي أن بإمكان باشاغا قلب الطاولة عليه في طرابلس، ولذا سارع إلى اتخاذ قراره هذا مستغلًا وجود باشاغا في تركيا.
وأضاف التكبالي أن باشاغا استبق الأحداث بالدفع بمجموعة من الميليشيات من مصراتة، مشيرًا إلى أن سعادة ميليشيات طرابلس بإقالة باشاغا ناتجة عن قلقها وخوفها من تجاوزها في مرحلة مقبلة، وبين أن قلق ميليشيات طرابلس يتعلق بشكل خاص بأن الأتراك يهيئون بالتنسيق مع باشاغا لفيلق تركماني للسيطرة على طرابلس، واستبعادها من المشهد.
وتوقع عضو البرلمان الليبي علي التكبالي أن يتدخل الرئيس التركي للإصلاح بين الرجلين؛ لأن أي صراع الآن ليس في صالح الأتراك لكي لا تتأثر الشرعية المفتعلة التي يمثلها السراج والناتجة عن مؤتمر الصخيرات؛ لأن البديل الشرعي والوحيد هو مجلس النواب الليبي.
مواجهات مسلحة
من جهته، توقع عضو مجلس النواب الليبي محمد العباني اندلاع مواجهات مسلحة داخل العاصمة طرابلس على خلفية الخلاف بين السراج وباشاغا، وقال العباني في صفحته على «فيسبوك»: طرابلس المدينة الجميلة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهي عاصمة الدولة الليبية، يتنازع السيطرة عليها العديد من الميليشيات المسلحة، وبعد مغادرة ميليشيا الزنتان زادت سطوة ميليشيات مصراتة في وجود ميليشيات طرابلس الأقل عددًا وتسليحًا.
وأضاف: المعروف أن السراج رئيس المجلس الرئاسي قد تبنته ميليشيا طرابلس وقدمت له ولحكومته الحماية والحراسة، وقد ازدادت ميليشيات مصراتة أهمية بتعيين باشاغا أحد زعماء ميليشيات فجر ليبيا الإجرامية المرتبطة بمذابح غرغور، وزيرًا مفوضًا لوزارة الداخلية، التي كانت قوتها مستمدة ممن تحتويه من ميليشيات تم ضمّها لوزارة الداخلية حسب توصيات الخبير الدولي الإيطالي باولو سيرا تنفيذًا للترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاق الصخيرات غير المشرعن محليًا.
وبيّن العباني أن باشاغا كان قد تعهّد للمجتمع الدولي بحل الميليشيات ونزع سلاحها، وهنا مربط الفرس، حيث إن باشاغا الميليشياوي ذاته، يرى أن الميليشيات هي ميليشيات طرابلس فقط، وبدأ يتحرش بها.
وأضاف عضو مجلس النواب الليبي محمد العباني إن الصراع بين الميليشيات متعارضة المصالح، والتي يسعى كل منها لحصد أكبر قدر من المكاسب في ظل شح الواردات وزيادة الالتزامات نحو تركيا وما استجلبته من مرتزقة، كل ذلك أجج الصراع بين الميليشيات، وقد ازداد الأمر تعقيدًا لخروج الشارع الطرابلسي مطالبًا بحاجاته الأساسية وحقه في التعبير، ومواجهته بالرصاص الحي، وزيادة انتشار جائحة كورونا، أدى إلى تبادل الاتهامات بالقتل والقمع والفساد. وأشار إلى أن القرار الرئاسي بوقف وزير الداخلية عن العمل، وطلب التحقيق معه سيؤدي حتمًا إلى رفع غطاء غرفة تفتيش فساد حكومة الرئاسي، وكنتيجة لذلك سيجد مجلس الدولة منقسمًا بين مؤيدي باشاغا والسراج، وسيبرز كل ذلك في مواجهات مسلحة داخل مدينة طرابلس، والخاسر الوحيد هو المواطن الليبي.
خالد المشري
وظهر أيضًا على الساحة الليبية اسم خالد المشري أحد مراكز القوى في حكومة طرابلس، والذي يتولى منصب رئيس المجلس الاستشاري الأعلى للدولة، والذي يشكّل خطرًا على فايز السراج نظرًا لانتمائه لجماعة الإخوان؛ إذ كان عضوًا بحزب العدالة والبناء الإخواني، ويرتبط بعلاقات قوية مع الرئيس التركي أردوغان الذي يلتقي به دائمًا في أنقرة.
ويتولى المشري ملف شرعنة التغلغل التركي في ليبيا بتبرير إرسال أنقرة المرتزقة والسلاح للقتال ضد الجيش الوطني الليبي عن طريق غسل أدمغة الشباب في الغرب الليبي، وتأليبهم على الجيش ومجلس النواب، ويتوقع عدد من المختصين في الشؤون السياسية أن ينشأ صراع بين المشري وباشاغا على السلطة في حال استبعاد السراج؛ ما سيُدخل ليبيا في نفق أزمات جديدة من عدم الفوضى والاستقرار.