وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا».
وفي ما جاء في حادثة الإفك، والتي نزل بسببها في تبرئة أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله تعالى عنها- قوله تعالى: «لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ».
وفي ما ورد عن علي -كرم الله وجهه- «الباطل أن تقول: سمعت والحق أن تقول: رأيت»، وقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- «عاملوا الناس بما يظهرونه لكم والله يتولى ما في قلوبهم»، وقوله «لا يحل لامرئ مسلم سمع من أخيه كلمة أن يظن بها سوءا، وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجا».
ورغم ذلك فهناك من يقيم الآخرين على القول ومصدرهم قال فلان أو الإعلام وإن لم يعرف من القائل، ولو به إساءة للآخرين والتحريض عليهم وهو مخالف لما قاله نبينا الكريم «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» وقوله «احمل أخاك المؤمن على سبعين محملا من الخير» وقوله «إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم».
فالتهمة في الناس بنية فضائحهم أفسدهم، وجاهرهم بسوء الظن فيها، فيؤديهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ورموا به ففسدوا، فديننا الحنيف ينهي عن تتبع العورات والاستماع للوشاة؛ كي يغلب النظام ويحصل الانتظام، خصوصا لو كان منهج الواشي عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا.
DrLalibrahim@