تظاهر آلاف اللبنانيين وسط بيروت أمس؛ بمناسبة مئوية دولة لبنان الكبير تحت شعار «غضب لبنان الكبير»، معلنين عن رفضهم لما تقوم به الطبقة الحاكمة خصوصا تجاهل مطالبهم والإتيان برئيس مكلف جديد على قياسهم ويلبي طموحاتهم، وحاول عدد من المتظاهرين اجتياز الحواجز أمام البرلمان، ورشق المتظاهرون القوى الأمنية بالحجارة في ساحة الشهداء بوسط بيروت، كما عملوا على تحطيم سيارة تابعة للقوى الأمنية. ونظم المتظاهرون مسيرة إلى مرفأ بيروت لوضع أكاليل الزهر مكان الانفجار.
وهتف المتظاهرون «يلا ثوري يا بيروت»، و«إيدي بإيدك يا خيي منشيل الحراميي»، و«ثوار أحرار حنكمل المشوار». وكانت مجموعات من الحراك المدني قد دعت منذ أسبوع لتحرك غاضب نهار الثلاثاء تنديداً بالجرائم التي اقترفتها السلطة الحاكمة بحق المواطنين وكان آخرها انفجار الرابع من آب.
رفض سياسي
فيما أعلن عدد من السياسيين موقفهم الرافض لحضانة فرنسا لحزب الله، وسارع النائب السابق فارس سعيد ليطالب الرئيس ماكرون بالكشف عن مصلحة فرنسا بحماية حزب الله.وغرّد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد عبر «تويتر»، قائلاً: «يزعجني الرئيس الفرنسي عندما يتكلّم عن «الحنين» تجاه لبنان... يربطنا بفرنسا صداقة، وتاريخ طويل من العطاءات المتبادلة، ولي الفخر أن أكون تلميذ البعثة العلمانية الفرنسية. نرجو الرئيس احترامنا، والكشف عن مصلحة فرنسا في حماية حزب الله».
ماكرون يمهل
وأعلن ماكرون خلال جولته في المنطقة المدمّرة أنه «لا يعرف الرجل الّذي تمّ تكليفه إثر الاستشارات النيابية الملزمة، وهو أتى نتيجة المشاورات، ونأمل بأن يتحلّى بالكفاءة المطلوبة». وقال: «اقترحت آليّة متابعة للأشهر القليلة المقبلة، لأنّنا لن نحرّر أموال «مؤتمر سيدر» طالما لم يتمّ تنفيذ الإصلاحات»، مؤكّدًا أنّني «لن أتساهل مع هذه الطبقة السياسيّة في لبنان ولا أستطيع أن أطرح نفسي كبديل عنها».
وأوضح ماكرون أنّ «هناك أخوّة بين فرنسا ولبنان، ومِن هذا المنطلق لدى فرنسا واجب تجاه الشباب اللبناني عبر إعطائه فرصة تحقيق أحلامه، أو أقلّه التعبير عنها، ولبنان نموذج للتعايش والتسامح والتعدديّة».
توعية حزب الله
وشدّد الرئيس الفرنسي على أنّ «حزب الله هو حزب يمثّل جزءا من الشعب اللبناني ومُنتخَب وهناك شراكة اليوم بينه وبين أحزاب عدّة أُخرى، وإذا لم نُرد أن ينزلق لبنان إلى نموذج يسيطر فيه الإرهاب على حساب أمور أُخرى، يجب توعية حزب الله وغيره من الأحزاب على مسؤوليّاتها».
وفي حديث إلى مجلة «Politico» الأمريكية، كشف ماكرون عن أن «الأشهر الثلاثة المقبلة أساسية للتغيير الحقيقي في لبنان، وإذا لم يحدث ذلك فسأغيّر مساري وسنحجب خطة الإنقاذ المالية ونفرض عقوبات على الطبقة الحاكمة».
سلاح إيران
وشدد اللواء أشرف ريفي عبر «تويتر»، على أن «الانقضاض على الطائف الذي يقوده «حزب الله» سيُدخل لبنان في صراعٍ تديره الدويلة بسلاحها». وقال: «حزب الله» متمسك بسلاحه ويريد تعديل الموازين في آن. حذارِ القبول بهذا المسار الخطِر.