الأمر ليس سهلا، بل يحتاج لتكاتف الجميع، فيجب أن نفتش عن الدوافع ونضع إصبع العقل على منطقة الألم من أجل أن يتم علاجها النافع.
البعض يظن أن تراجع مستوى اللغة العربية مشكلة عابرة، وستعالج يوما ما، والبعض الآخر يجزم أنها لا هذا ولا ذاك، بل هي مشكلة جيل أهمل لغته وتكاسل عن القيام بواجباته حتى باتت اللغة العربية في خطر داهم.
اليوم نحن نواجه ظواهر حقيقية تكاد تفتك بلغة الضاد جراء اللا مبالاة بها، إلى درجة الاستحياء من نطقها أمام العامة، وتفضيل الحديث المخلوط بالكلمات والمصطلحات العامية عوضا عن اللغة العربية الفصحى، ووصل الاختلاف من حيث المفردات واللفظ والنحو والصرف درجة أن الطالب في المدرسة يتصور أحيانا أنه أمام لغة جديدة، وهو يدرس العربية الفصيحة.
وهذا أيضا واقع الحال، حيث نرى أن الناس في الدول الخليجية والعربية تضع التعليم حتى على المستوى الابتدائي بلغة أجنبية لأطفالها في خانة أرفع بكثير من التعليم باللغة العربية التي أخذ رونقها وتأثيرها ومفعولها يضمحل تدريجيا.
إن التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصرنا الحاضر أمر في غاية الأهمية لأن هذه اللغة وعاء للفكر الإسلامي عبر قرون من الزمان، ولذا فإن إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي أعلن عنه أخيرا، يأتي لإبراز مكانة اللغة العربية وتفعيل دورها إقليميا وعالميا، وتعزيز قيمتها المعبرة عن العمق اللغوي للثقافة العربية والإسلامية.
وينتظر أن يكون من أولويات مهام المجمع، تبيان أهمية اللغة العربية، ومكانتها، وحمايتها، والتصدي لما تتعرض له من تحديات وانتقادات مضادة هدفها التقليل من شأنها والحد من انتشارها، وتشويهها والتشكيك في صلاحيتها للتعير عن مستجدات العصر، بالإضافة إلى تعزيز الهوية الثقافية العربية، ودعم تطبيقات ومنتجات وأبحاث اللغة العربية في المملكة والعالمين العربي والإسلامي.
[email protected]